عرب لندن
أظهر استطلاع جديد أن الخطر الأكبر الذي يشغل بال الجمهور بشأن السيارات ذاتية القيادة هو إمكانية اختراقها من قبل قراصنة إلكترونيين والسيطرة عليها عن بُعد.
وأفاد الاستطلاع الذي أجرته شركة "سيسكو سيستمز" الأميركية وشمل 2000 بريطاني أن نحو سبعة من كل عشرة سائقين يعتقدون أن هذه المركبات ستكون "عرضة بشدة" للاختراقات الإلكترونية، في حين عبّر أكثر من نصف المشاركين عن خشيتهم من أن تؤدي السيارات ذاتية القيادة إلى زيادة الحوادث المرورية.
وجاءت نتائج هذا المسح في ظل تحذيرات صدرت عن شركات دفاعية من استخدام الهواتف الذكية داخل السيارات الكهربائية المصنعة في الصين، وقيام وزارة الدفاع البريطانية بحظر ركن تلك المركبات على بُعد أقل من ميلين من المنشآت الحساسة، بسبب مخاوف من استغلال ثغرات برمجية للتجسس أو التنصت.
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن هاجس السيطرة الكاملة على المركبة من قبل مخترقين -وليس فقط التجسس- هو أكثر ما يثير القلق بين السائقين. كما أعرب 62% من المشاركين عن خشيتهم من أعطال تقنية مفاجئة في أنظمة القيادة الذاتية.
بدوره، أكد شنتان باتيل كبير مسؤولي التكنولوجيا لدى "سيسكو" لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، أن "الثقة والأمن الرقمي سيلعبان دورًا حاسمًا في مستقبل هذه التكنولوجيا"، داعيًا إلى "استثمار صريح في بنى تحتية آمنة للشبكات الخاصة بالمركبات الذكية".
ووأشار باتيل إلى أن كل واجهة برمجية (API) أو نقطة اتصال في السيارة تمثل فرصة محتملة للهجوم، مشددًا على أن المركبات الحديثة تولّد كميات ضخمة من البيانات وتستند إلى برمجيات معقدة تجعلها عرضة للاختراقات.
وتُستخدم واجهات البرمجة (API) لربط التطبيقات مثل الهواتف الذكية بأنظمة السيارة للتحكم بالموسيقى أو أنظمة الملاحة، مما يجعلها نقاط ضعف محتملة في حال غياب الحماية الكافية.
في سياق متصل، استذكر خبراء تجربة عام 2015 التي شهدت اختراق سيارة "جيب شيروكي" عن بُعد وإيقاف محركها وهي تسير بسرعة 70 ميلاً في الساعة، مما أجبر الشركة على إصدار تحديث فوري لنظامها التشغيلي.
وعلى الرغم من هذه المخاوف، سمحت الحكومة البريطانية منذ عامين باستخدام نظام القيادة الذاتية "بلو كروز" من "فورد"، الذي يُتيح للسيارة التحرك ذاتيًا على الطرق السريعة بسرعة تصل إلى 70 ميلاً في الساعة، بشرط بقاء سائق بشري مستعدًا للتدخل.
غير أن الحكومة أعلنت هذا الأسبوع تأجيل الإطار القانوني لتشغيل السيارات ذاتية القيادة على الطرق البريطانية إلى عام 2027، ما يشير إلى أن الجدل لا يزال محتدمًا حول الجاهزية التقنية والأمنية لهذه الخطوة.