عرب لندن

لجأ الصليب الأحمر البريطاني لاستخدام مئات الآلاف من الجنيهات من صندوق الكوارث التابع له لتوفير الملابس الأساسية لطالبي اللجوء في المملكة المتحدة، فيما وصفه بالتدخل غير المسبوق.

وتعد الجمعية الخيرية أكبر مزود للخدمات في المملكة المتحدة للاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين الضعفاء. 

وأوضحت الجمعية أن قرارها بالاستعانة بمبلغ 220 ألف جنيه إسترليني من صندوق الكوارث، المخصص للطوارئ داخل المملكة المتحدة وخارجها، كان لشراء ملابس لـ 12 ألف طالب لجوء كانوا يواجهون صعوبة في توفير ملابس لهم، وفقا "للغارديان".

وأفادت الجمعية بأن بعض الأشخاص أصيبوا بالجرب وكانوا يرتدون الملابس المصابة فقط، حسب الأدلة التي قدمتها الجمعية إلى لجنة الشؤون الداخلية في مجلس العموم البريطاني، والتي تجري تحقيقًا في قضايا إسكان طالبي اللجوء.

ويعد الصليب الأحمر واحدا من 97 منظمة وفردًا قدموا مذكرات خطية إلى التحقيق. 

وكانت أولى جلسات الاستماع للأدلة اليوم، حيث تم استجواب ديفيد بولت، المفتش المستقل المؤقت للحدود والهجرة، وغيره من الخبراء من قبل النواب حول نتائج التفتيشات الأخيرة، بما في ذلك فعالية استراتيجية الحكومة في هذا المجال وجودة الخدمات المقدمة.

وفي ظل زيادة الطلب، ارتفعت النفقات على إسكان ودعم طالبي اللجوء من 739 مليون جنيه إسترليني في 2019-2020 إلى 4.7 مليار جنيه إسترليني في 2023-2024، مع زيادة استخدام الفنادق خلال تلك الفترة. 

وفي نهاية عام 2024، كان ما يزيد عن 38 ألف طالب لجوء يقيمون في الفنادق.

وعملت اثنتان من ثلاث شركات تقدّم خدمات الإسكان التابعة لوزارة الداخلية، وهي Clearsprings Ready Homes و Serco، على استكشاف بدائل للفنادق المكلفة والجدلية، بما في ذلك شراء الملكيات الحرة وأوامر الشراء الإجباري للعقارات غير المستخدمة أو المهجورة، وتحويل المحلات والمكاتب الحالية وإعادة توظيف مساكن الطلاب، وتطوير الأراضي البنية.

وجاء قرار الصليب الأحمر بالاستعانة بالمبلغ بعد تفشي مرض الجرب في الفنادق عقب نقل الأشخاص من مركز مانستون لمعالجة الوافدين بالقوارب الصغيرة في كينت في نهاية عام 2022.

وأصبح المركز مكتظًا للغاية، حيث كان يحتجز فيه ما يصل إلى 4,000 شخص لفترات أطول من الوقت المحدد البالغ 24 ساعة في منشآت مصممة لاستيعاب 1,600 شخص فقط.

ولم يكن للكثير من الأشخاص الذين نُقلوا من مانستون إلى الفنادق ملابس إضافية، وكانوا يتلقون 8.86 جنيه إسترليني فقط في الأسبوع من وزارة الداخلية لشراء الأساسيات.

 وفي البداية، عجزت الجهات الصحية العامة عن احتواء التفشي حتى تم توفير الملابس البديلة. 

وتم توزيع الملابس على العديد من طالبي اللجوء في جميع أنحاء المملكة المتحدة "استجابة لحجم الحاجة والضرورة الملحة لمنع المعاناة الإنسانية"، وفقًا لما ورد في مذكرتهم.

ومن بين القضايا الأخرى التي أثارها الصليب الأحمر: استيلاء العصابات على غرف الأشخاص الضعفاء في أماكن إقامة طالبي اللجوء ومشاركة 600 طفل متنازع على أعمارهم مع بالغين غير مرتبطين بهم في نفس الغرف وامتناع 240 طفلاً في أحد الفنادق عن الذهاب إلى المدرسة بسبب عدم قدرتهم على تحمل تكاليف زي المدرسة وبعض الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الشديد نتيجة عجزهم عن تناول طعام الفنادق.

كما أثارت جمعية "Refugee Action" الخيرية أيضًا عن مخاوفها بشأن أماكن إقامة طالبي اللجوء التي توفرها وزارة الداخلية. ووفقًا لما ورد في تقريرها: "تتضح صورة يتم فيها احتجاز الأشخاص ذوي البشرة السمراء والسوداء لشهور وسنوات في أماكن معزولة، مقطوعين عن المجتمعات، داخل مبانٍ تُسمى فنادق، لكنها في الواقع تعد مراكز احتجاز فعلية."

بدوره، قال متحدث باسم وزارة الداخلية: "لقد ورثت هذه الحكومة نظام اللجوء الذي كان تحت ضغط غير مسبوق، مع وجود الآلاف في قوائم الانتظار دون معالجة مطالباتهم، وكان يتعين إيواؤهم في أماكن إقامة لطالبي اللجوء بتكلفة عالية غير مقبولة على دافعي الضرائب.

وأضاف: "بينما وقعت العديد من القضايا التي أثارها الصليب الأحمر في عهد الحكومة السابقة، فإننا سنواصل التعاون الكامل مع التحقيقات ونحقق في أي ادعاءات بشكل شامل، بينما نعمل على تقديم نظام لجوء يعمل بسرعة وبصرامة وعدلاً".

السابق بريطانيا تخفض مزايا الرعاية الاجتماعية بمقدار 5 مليارات إسترليني وسط جدل واسع
التالي ارتفاع قياسي في طلبات لجوء حاملي تأشيرات العمالة الماهرة بالمملكة المتحدة