عرب لندن
تستعد بريطانيا لتطبيق تقنية التعرف على الوجه في الموانئ والمطارات، ما يسمح للمسافرين البريطانيين العائدين بتجنب طوابير الجوازات عبر نظام جديد يختصر وقت الفحص الحدودي.
ووفقاً لما ذكرته شبكة بي بي سي "BBC" بموجب هذه الخطة، لن يضطر الركاب إلى مغادرة سياراتهم عند الوصول إلى الموانئ، إذ ستقوم كاميرات متطورة بالتقاط صور وجوههم عبر زجاج السيارات ومقارنتها بقاعدة البيانات الحكومية، التي تتضمن جوازات السفر وتفاصيل المركبات. وفي المطارات، سيتم التعرف على الركاب فور وصولهم، ما يتيح لهم الخروج مباشرة دون الحاجة إلى تفتيش يدوي.
يخضع النظام للاختبار منذ نوفمبر الماضي في أربعة موانئ، بهدف الحد من طوابير الانتظار التي تتفاقم خلال العطلات. حاليًا، تستغرق إجراءات الفحص اليدوي نحو 90 دقيقة، لكن التكنولوجيا الجديدة ستقلص هذه المدة بشكل كبير.
بالنسبة للمسافرين الأجانب، سيتعين عليهم تسجيل بياناتهم البيومترية مسبقًا عبر تطبيق ضمن نظام تصريح السفر الإلكتروني (ETA)، المقرر إطلاقه الشهر المقبل، ليتم التحقق منها عند وصولهم عبر مسح الوجه. أما المواطنون البريطانيون والإيرلنديون، فبياناتهم البيومترية محفوظة مسبقًا ضمن أنظمة جوازات السفر، ولن يُطلب منهم تقديم أي معلومات إضافية.
وسيحل النظام الجديد محل الإجراء التقليدي المتمثل في تسليم جوازات السفر يدويًا، إذ ستلتقط الكاميرات المتطورة صور الركاب عبر نوافذ السيارات، وتطابقها مع البيانات المسجلة. في حال التطابق، يحصل الركاب على الضوء الأخضر للعبور، وإلا فسيخضعون لفحص إضافي عبر جهاز لوحي داخل المركبة.
لن يخضع للفحص اليدوي إلا "الركاب محل الاهتمام"، وهم الذين تُثار حولهم مخاوف أمنية أو مشكلات في الهوية.
وتشارك شركة "iProov"، المتخصصة في الأمن البيومتري، في هذه التجارب، حيث أوضح رئيسها التنفيذي، أندرو بود، أن التقنية ستُسهم في تسريع عمليات التفتيش دون الإخلال بالدقة أو الأمان، مما يجعل تجربة السفر أكثر سلاسة.
ورغم ذلك، لم تكشف وزارة الداخلية البريطانية تفاصيل إضافية عن المعدات المستخدمة، لكنها أكدت أن الحكومة تعتمد تقنيات متعددة لتعزيز أمن الحدود.
ويستعد الاتحاد الأوروبي لإطلاق نظام تصاريح السفر الأوروبي (ETIAS) في أواخر 2026، والذي سيُلزم المسافرين البريطانيين بتقديم بياناتهم البيومترية مسبقًا لدخول دول الاتحاد.
ومع ذلك، حذرت بروكسل من احتمال حدوث تأخيرات، حيث سيُطلب من المسافرين لأول مرة تقديم بصماتهم أو مسح وجوههم عند نقاط التفتيش، ما قد يؤدي إلى ازدحام عند المعابر الحدودية.