عرب لندن

أظهر استطلاع داخلي أجرته جامعة كامبريدج، اطلعت عليه صحيفة "أوبزرفر" The Observer، أن ربع الموظفين فقط راضون عن كيفية تعامل الأقسام المختلفة في الجامعة مع قضايا التنمر والتحرش. الاستطلاع، الذي أجري في يناير 2024، كشف عن نتائج مثيرة للقلق، مما دفع بعض الأكاديميين إلى اتهام الجامعة بمحاولة التستر على هذه النتائج، والتي تم نشرها بعد طلبات حرية المعلومات.

وحسب الاستطلاع، أعرب 27% فقط من الموظفين عن رضاهم تجاه الجهود المبذولة لمعالجة التنمر والتحرش في أماكن العمل. وبالرغم من ذلك، فإن بعض الأقسام، مثل قسم العلوم، أظهرت نتائج متدنية للغاية، حيث عبّر نصف الموظفين فقط (52%) عن شعورهم بالدعم فيما يتعلق بصحتهم النفسية ورفاهيتهم. وقد دفع هذا الأكاديمي في الجامعة، البروفيسور وين إيفانز، إلى اتخاذ خطوة غير تقليدية والسعي للترشح لمنصب مستشار كامبريدج، بناءً على بيان مناهض للتنمر.

وقال إيفانز: "يكشف هذا الاستطلاع عن ثقافة تنمر ومضايقة قاتمة، لكن الأمر الأكثر إثارة للصدمة هو أن الجامعة اكتشفت ذلك قبل عام ولم تتخذ أي إجراء. إذا كان الأكاديمي ذو قيمة كبيرة بسبب التمويل البحثي، فإن كامبريدج لا تتدخل في شؤونه، وإذا كانت هناك شكوى، فسيتم تجاهلها".

وهذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها المؤسسات الأكاديمية قضايا التنمر والتحرش. في عام 2020، أظهر استطلاع أجري من قبل مؤسسة "ويلكوم ترست" أن نحو ثلثي الباحثين في المملكة المتحدة قد شهدوا أو تعرضوا للتنمر والمضايقات، وهو ما يعكس بيئة عمل شديدة التنافس في المجال الأكاديمي.

وفي تعليق على نتائج الاستطلاع، قال متحدث باسم جامعة كامبريدج إن الجامعة تدعم الأقسام المختلفة لاتخاذ الإجراءات المناسبة عند اكتشاف المشكلات. وأضاف: "نحن نأخذ المخاوف بشأن التنمر على محمل الجد، ونشجع بشدة أي شخص يتعرض لهذا السلوك على الإبلاغ عنه".

كما أعلن المتحدث أن الجامعة قد اعتمدت مدونة سلوك جديدة وحدثت سياساتها المتعلقة بالكرامة في العمل والتظلمات. وأضاف: "نسعى جاهدين لتوفير بيئة عمل شاملة وداعمة يشعر فيها جميع الموظفين بالتقدير".

ويستمر الجدل حول كيفية معالجة قضايا التنمر والتحرش داخل جامعة كامبريدج، في وقت يواجه فيه القطاع الأكاديمي في المملكة المتحدة ضغوطًا متزايدة لتوفير بيئة عمل أكثر دعمًا وشفافية. يطالب العديد من الأكاديميين، بما في ذلك إيفانز، بوجود مستشار قوي يسعى لإصلاحات شاملة لمعالجة هذه القضايا.

السابق دعوات للحياد المؤسسي: منظمات تُطالب الجامعات بتجنب الانخراط في القضايا السياسية والاجتماعية
التالي جامعة ساسكس تطلق أول بكالوريوس في العدالة المناخية بالمملكة المتحدة