مرشحة مستقلة مؤيدة لغزة تحدث مفاجأة في لانكشاير بفوزها بالمقعد
عرب لندن
في انتصار شعبي يعكس غضبًا متصاعدًا من السياسات البريطانية تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة، فازت الشابة ماهين كامران، البالغة من العمر 18 عامًا، بمقعد بيرنلي سنترال إيست في مجلس مقاطعة لانكشاير، متفوقة على مرشح حزب "الإصلاح البريطاني" الذي جاء ثانيًا، فيما حل حزب العمال في المركز الثالث.
ووفقًا لصحيفة “التلغراف” Telegraph، تعكس نتيجة كامران التي خاضت السباق الانتخابي كمستقلة تحوّلًا لافتًا في المزاج السياسي بين أوساط الشباب البريطاني، خاصة من أبناء الجاليات المسلمة، الرافضين للصمت الرسمي تجاه العدوان على غزة. وقد حصلت على 38% من الأصوات، متقدمة على حزب "الإصلاح" الذي حصد 30%، فيما تلقى حزب العمال ضربة قوية بحصوله على 14% فقط.
وصرحت كامران في مقابلة مع PoliticsHome أن مشاهد المجازر في غزة كانت الدافع الرئيسي لترشحها، مؤكدة أن "ما يحدث هناك لا يمكن السكوت عليه". كما دعت إلى خلق مساحات آمنة للنساء المسلمات، بعيدًا عن الاختلاط في المرافق العامة، قائلة: "يجب أن لا تضطر النساء للتخلي عن صحتهم البدنية أو خصوصيتهن الدينية".
اللافت أن هذا الفوز يأتي في إطار سلسلة من الانتصارات اللافتة التي يحققها مرشحون مستقلون مؤيدون لفلسطين، في دوائر انتخابية تضم جاليات مسلمة كبيرة، لاسيما في شمال إنجلترا. وتمثل هذه النتائج رسالة غضب واضحة إلى الأحزاب التقليدية، خاصة حزب العمال، الذي فقد أربع مقاعد تاريخية في الانتخابات العامة الماضية لصالح مرشحين مؤيدين لفلسطين، على خلفية استيائه الشعبي المتزايد من تواطئه المخزي مع الاحتلال.
وما زاد من نقمة الشارع، التصريحات الصادمة لزعيم الحزب كير ستارمر، الذي برر فيها علنًا حرمان المدنيين في غزة من المياه والكهرباء، حين قال إن "لإسرائيل الحق في ذلك"، متجاهلًا الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني تحت الحصار والعدوان.
وأثار هذا الموقف استياءً واسعًا، دفع الآلاف للتخلي عن دعم حزب العمال، وظهر ذلك جليًا في مقاعد مثل ليستر الجنوبية، بلاكبيرن، برمنغهام، وديوزبري، حيث فاز المستقلون شوكت آدم، عدنان حسين، أيوب خان، وإقبال محمد. وقد شكلوا لاحقًا تكتلًا برلمانيًا مستقلًا بقيادة جيريمي كوربين، الزعيم العمالي السابق المعروف بمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية.
وفي المقابل، استمرت الاتهامات لحزب العمال بالتقاعس والتخاذل. فقد وُصفت حملاته الانتخابية بـ"المأزومة" في الأحياء الآسيوية، حيث واجه مرشحوه اتهامات شعبية بدعم العدوان على غزة. وفي ديوزبري وباتلي، تعرضت مرشحة الحزب هيذر إقبال لهجوم لفظي، فيما أُبلغ ناشطوها بعدم دخول المناطق ذات الأغلبية المسلمة. وقالت لاحقًا إن أنصار منافسها وصفوها بـ"عميلة إبادة جماعية" و"قاتلة أطفال"، بينما أُجبر أعضاء مسلمون في الحزب على الاستقالة بعد تعرّض أبنائهم للتنمّر في المدارس بسبب انتماء ذويهم السياسي.
وفي تطور لافت آخر، فاز أزهر علي، الذي علّق حزب العمال عضويته سابقًا بتهمة "معاداة السامية"، بمقعد آخر في لانكشاير، مؤكدًا أن الناخب المسلم لم يعد يصوّت طائفيًا أو حزبيًا، بل بناءً على مواقف مبدئية من العدالة والحقوق الإنسانية.
وقد وصفت الصحف البريطانية هذه النتائج بأنها "تحول نوعي في المزاج السياسي العام"، في وقت يزداد فيه الغضب الشعبي من صمت المؤسسة السياسية البريطانية تجاه معاناة المدنيين في غزة، ورفضها المتكرر لدعوات وقف إطلاق النار أو الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة.