عرب لندن

أصدرت محكمة بنغلاديشية أمرًا بحظر سفر النائبة البريطانية توليب صديق، وزيرة الخزانة السابقة، وسط تحقيقات جارية بشأن مزاعم فساد تطال عائلتها، بمن فيهم عمتها، رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة.

وأفاد القرار القضائي بأن صديق، المقيمة حاليًا في المملكة المتحدة، لن يُسمح لها بمغادرة بنغلاديش في حال دخولها البلاد. كما أمرت المحكمة بمصادرة شقة كانت تمتلكها سابقًا في العاصمة دكا قبل أن تنقل ملكيتها إلى شقيقتها.

ووفقًا لصحيفة "التلغراف" Telegraph، يأتي هذا التطور في سياق تحقيقات تتعلق باتهامات باختلاس مليارات الجنيهات الإسترلينية من أموال الدولة، وهي مزاعم طالت الشيخة حسينة وأفراد عائلتها، بمن فيهم توليب صديق، بينما تنفي العائلة هذه الاتهامات بشدة.

وتورط اسم صديق في ثلاثة تحقيقات منفصلة، أبرزها يتعلق بصفقة محطة طاقة نووية مع روسيا يُزعم أنها شهدت اختلاس 4 مليارات جنيه إسترليني.

ومن جانبها، وصفت صديق التحقيقات بأنها "حملة مستهدفة لا أساس لها"، متهمة السلطات البنغلاديشية بمحاولة "التدخل في السياسة البريطانية". وأعربت عن استغرابها من تسريب تفاصيل التحقيقات إلى وسائل الإعلام دون إبلاغها رسميًا.

وفي بيان رسمي، قال متحدث باسمها لصحيفة "التلغراف": "إذا كانت هناك أي ادعاءات موثوقة، فعلى السلطات البنغلاديشية التواصل مع محاميها بدلًا من التحدث إلى الصحافة".

وتقدمت لجنة مكافحة الفساد في بنغلاديش بطلب إلى المحكمة في 10 مارس لفرض حظر سفر على صديق وعدد من أفراد عائلتها، إلى جانب مصادرة أصول عقارية تشمل شقتها السابقة في حي جولشان الراقي.

ووافق القاضي ذاكر حسين غالب على الطلب، مشددًا على أهمية هذه الإجراءات "لضمان نزاهة التحقيق"، كما وجه السلطات بعدم السماح بنقل ملكية الممتلكات المصادرة.

وتواجه صديق اتهامات بالاستيلاء غير القانوني على شقة بمساحة 2436 قدمًا مربعًا في دكا، واستخدام وثائق مزورة لنقلها إلى شقيقتها أزمينا صديق روبونتي، مما قد يكون قد سمح لهما بالحصول على قطعة أرض إضافية في مشروع بورباتشال الجديد.

غير أن صديق نفت هذه المزاعم، مؤكدة أن العقار نُقل إلى شقيقتها بطريقة قانونية عند انتخابها نائبة في عام 2015. وقال متحدث باسمها: "تمت العملية وفقًا لجميع المتطلبات القانونية، ولدى توليب جميع الوثائق التي تثبت صحة ذلك".

وفيما تواصل لجنة مكافحة الفساد تحقيقاتها، تصر السلطات على أن حظر السفر والمصادرة "ضروريان للغاية" لضمان سير التحقيق بعدالة. وصرح مسؤول في اللجنة بأن صديق لن يُسمح لها بمغادرة بنغلاديش إذا دخلت البلاد.

وتأتي هذه التطورات وسط تداعيات سياسية كبرى، حيث استقالت صديق من الحكومة البريطانية في يناير الماضي بعد تدقيق مكثف في صلاتها بعمتها. وخلص تقرير المستشار الأخلاقي لحزب العمال البريطاني، السير لوري ماغنوس، إلى أنه "لم يجد أدلة على أي مخالفات"، لكنه أشار إلى أن صديق كان ينبغي أن تكون أكثر حذرًا بشأن تأثير علاقاتها العائلية على سمعتها السياسية.

أما الشيخة حسينة، البالغة من العمر 77 عامًا، فقد غادرت بنغلاديش إلى الهند بعد إقالتها من منصبها في أغسطس الماضي، على خلفية احتجاجات واسعة شهدت قمعًا أمنيًا شديدًا، شمل اعتقالات وإعدامات خارج نطاق القضاء، وفقًا لمنظمات حقوقية دولية.

السابق رجل يفارق الحياة بعد نقله إلى المستشفى بسيارة أجرة إثر تأخر استجابة مكالمة 999
التالي خطأ قضائي يمنح طالب لجوء عراقي حق البقاء في بريطانيا