فشل جديد في مفاوضات إنهاء إضراب عمال النظافة في برمنغهام
عرب لندن
فشلت المفاوضات مجددًا في التوصل إلى اتفاق لإنهاء إضراب عمال جمع النفايات في مدينة برمنغهام البريطانية، ما يترك السكان وسط أكوام متزايدة من القمامة دون أي حل في الأفق.
وبدأ الإضراب في 11 مارس، وأعلنت بلدية المدينة حالة الطوارئ في 31 من الشهر ذاته، بسبب ما قالت أنه يشكل تهديدا صحيا على السكان.
ويخوض العمال الإضراب نتيجة نزاع طويل الأمد بشأن دور إعادة تدوير النفايات وإلغاء منصب "موظف جمع النفايات" (WRCO)، والذي تقول نقابة "يونايت" إنه سيؤدي إلى خسارة نحو 150 عاملًا ما يصل إلى 8 ألف جنيه إسترليني سنويًا.
وتنفي البلدية هذا الادعاء، لكنها واصلت عقد اجتماعات مع ممثلي النقابة.
وقال رئيس المجلس البلدي لقناة "سكاي نيوز" إن المجلس "حريص للغاية على التوصل إلى حل".
وأكد متحدث باسم نقابة "يونايت" أنه "كانت هناك محادثات مكثفة، لكن لم يتم التوصل إلى أي حل الليلة - يوم الأربعاء-"
وفي خضم الأزمة، قدّم عضو مجلس المدينة سام فورسايث، ممثل منطقة كوينتون، استقالته من حزب العمال بعد 40 عامًا من العضوية، احتجاجًا على التخفيضات المالية المستمرة والأزمة المتفاقمة في قطاع النفايات.
وقال فورسايث لقناة "سكاي نيوز": "لم أعد أستطيع تحمل حقيقة أننا وسط إضراب والقمامة تتعفن في الشوارع والجرذان تتجول بحرية. طرحت هذه المشكلة منذ ثلاث سنوات ولم يصغِ إليّ أحد. لقد بلغ السيل الزبى".
ويعيش السكان يوميًا مع واقع مرير في ظل استمرار الإضراب، كما وثّق المراسل توم بارمنتر، حيث أصبح التعامل مع القمامة مهمة يومية.
وقال جيمس باريت، أحد سكان منطقة "بوردسلي غرين"، أنه يخلط كميات كبيرة من المعقمات بالماء ويرشّها عبر بخاخ الحديقة على أكوام النفايات التي باتت تملأ الرصيف أمام منزله.
وقال باريت: "الأمر محبط جدًا. الجميع يرمون أكياسهم هنا. هذه الكومة موجودة منذ حوالي خمسة أسابيع".
وأوضح أن النفايات المتراكمة بلغ ارتفاعها نحو خمسة أقدام، وتزداد يومًا بعد يوم، بينما تحوم الحشرات حولها وتظهر علامات قضم الفئران على الأكياس.
ورغم أن المعقم يساعد قليلًا في تخفيف الرائحة، فإن المعاناة الإنسانية تفوق كل شيء. وكان مثالا على ذلك جدّة جيمس التي توفيت مؤخرًا، وكان من المقرر تنظيم جنازتها الأسبوع المقبل، لكن منظمي الجنازة أبلغوه أنه لا يمكن إدخال النعش إلى شارعه بسبب تراكم القمامة.
وقال جيمس بأسى: "أريد أن تُنقل الجنازة إلى هنا، لكن متعهد الدفن قال إنه لا يستطيع الدخول بعربة الجنازة، وقد يعلق في الطريق. جدتي كانت تحب هذا المكان، وأردت أن تمرّ الجنازة من أمام بيتها، لكن يبدو أن ذلك لن يحدث. وهذا أمر مؤلم جدًا لي".