عرب لندن
طالبت نقابة ضباط السجون في بريطانيا بفرض حظر فوري على السماح للسجناء باستخدام مرافق الطهي داخل السجون، وذلك عقب اعتداء دموي نفذه هاشم عبيدي، شقيق منفذ هجوم مانشستر أرينا عام 2017، على ثلاثة ضباط داخل وحدة العزل بسجن فرانكلاند.
وبحسب ما ذكره موقع "الغارديان"The Guardian يُتهم عبيدي، المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة لمساعدته شقيقه سلمان عبيدي في تنفيذ الهجوم الانتحاري، بسكب زيت طهي ساخن على الضباط، وطعنهم باستخدام سكاكين يدوية الصنع يُعتقد أنه صنعها من صينية خبز داخل المطبخ.
وقال مارك فيرهيرست، رئيس جمعية ضباط السجون: "أخرج عبيدي سكينين محليي الصنع وهاجم الضباط في مركز العزل، أحدهم أُصيب بقطع في الشريان وطعنة في الرقبة، وآخر بثقب في الرئة، فيما عانت زميلتهم من حروق من الدرجة الثالثة". وأكد أن الهجوم كشف عن "مستوى عنف مروّع" داخل بيئة العمل.
هذا وتُعد وحدة العزل في سجن فرانكلاند، الواقع في مقاطعة دورهام، منشأة شديدة الحراسة تُحتجز فيها عناصر يُصنفون بأنهم الأشد تطرفًا وخطورة. ورغم طبيعة النزلاء، يُسمح لهم باستخدام مطابخ مخصصة، وهو ما أثار غضب النقابة التي طالبت بإعادة النظر في هذا الامتياز.
وقال فيرهيرست: "من غير المقبول أن يُمنح سجناء إرهابيون تسهيلات تُعرض حياة الموظفين للخطر. يجب وقف وصولهم إلى أدوات الطهي فورًا، فهم يتلقون ثلاث وجبات يوميًا ولا حاجة لهم بالطهي".
كما شدد على ضرورة فتح تحقيق مستقل في الحادث، بإشراف خبير في شؤون الإرهاب، وقال: "نحن لا نثق في مراجعات داخلية مغلقة. نريد مراجعة شفافة تُحدد مكامن الفشل وتوصي بإجراءات ملموسة".
وأكد رئيس النقابة أن الهجوم سلط الضوء مجددًا على هشاشة بيئة العمل داخل السجون، قائلًا: "نتعرض لنفس المخاطر التي يواجهها ضباط الشرطة، لكن دون أن نحصل على نفس مستوى الحماية. حتى سترات الطعن ليست متوفرة لمعظمنا". وكشف أن النقابة طلبت اجتماعًا طارئًا مع وزيرة العدل لمناقشة تداعيات الحادث وتوفير تجهيزات وقائية للضباط.
وفي أول تعليق رسمي، قالت وزارة العدل في بيان: "تقدمنا بأحر التعازي للضباط المصابين، ونعمل على مراجعة شاملة بالتوازي مع تحقيق منفصل تقوده الشرطة. سلامة موظفينا أولوية قصوى".
من جهتها، أعربت وزيرة العدل شبانة محمود عن صدمتها، وكتبت على منصة X: "أشعر بالفزع من الهجوم الذي تعرض له ثلاثة من ضباطنا الشجعان. لن نتسامح مع العنف داخل مؤسساتنا، وسأطالب بأقصى العقوبات الممكنة بحق الجاني".
وأكدت شرطة مكافحة الإرهاب في شمال شرق إنجلترا، التي تتولى التحقيق، أن اثنين من الضحايا لا يزالان في المستشفى بحالة حرجة، فيما خرج الضحية الثالثة بعد تلقي العلاج، مشيرة إلى أن التحقيقات مستمرة لاستجلاء دوافع الهجوم وملابساته.
وقالت الشرطة: "نتعامل مع القضية بمنتهى الجدية، وجميع الاحتمالات مطروحة أمام المحققين. هدفنا كشف الحقيقة كاملة وتقديم المسؤولين للعدالة".