عرب لندن

بموجب تعديلات جديدة على اللوائح التنظيمية في المملكة المتحدة، سيسمح باستخدام الطائرات بدون طيار في توصيل الإمدادات لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، بالإضافة إلى تنفيذ مهام تفتيش بحرية، وذلك في إطار خطة طموحة لتمكين تحليق هذه الطائرات خارج نطاق الرؤية البصرية لمشغّليها.

وبحسب ما ورد في “الغارديان” Guardian فإن القواعد الجديدة ستُتيح تنفيذ رحلات طويلة المدى لتوصيل الوصفات الطبية والمواد الطبية الحساسة عن بُعد، إلى جانب عمليات تفتيش توربينات الرياح البحرية وتزويد منصات النفط بالوقود، في خطوة تهدف لتطبيق هذه الإمكانات فعليًا بحلول عام 2026.

وأكد اللورد ديفيد ويليتس، رئيس مكتب الابتكار التنظيمي (RIO) التابع للحكومة البريطانية، أن هناك حالات واضحة يمكن فيها الاستفادة من هذه التكنولوجيا، لاسيما في البيئات غير النمطية مثل المناطق النائية وفوق المياه المفتوحة، مشيرًا إلى إمكانية استخدام الطائرات بدون طيار في توصيل الأدوية للأطباء والمرضى في الأماكن المعزولة، ونقل عينات الدم إلى المستشفيات.

وأضاف ويليتس أن المرتفعات والجزر الاسكتلندية مرشحة للاستفادة من هذه التعديلات، إلى جانب قطاع الزراعة، كما يمكن توظيف التقنية في مبادرات أمنية ضمن صندوق "الشوارع الأكثر أمانًا"، ما يتيح للشرطة استخدامها في مهام حفظ النظام ومكافحة السلوكيات المعادية للمجتمع.

وأشار إلى أن التعريف الموسّع للبيئة الجوية "غير النمطية" قد يسمح باستخدام الطائرات بدون طيار لمسافات أطول، لكنه شدّد على الحاجة إلى تطوير تكنولوجيا ومعايير قادرة على تنبيه الطائرات الأخرى لوجودها، خاصة في الأجواء المزدحمة.

وفي هذا السياق، ذكّر ويليتس بأهمية تقنيات الطائرات بدون طيار في صيانة البنية التحتية، قائلاً إن تفتيش توربينات الرياح، على سبيل المثال، يتطلب حاليًا إبقاء الطائرة ضمن خط البصر.

وخصصت الحكومة البريطانية مبلغ 16.5 مليون جنيه إسترليني لهيئة الطيران المدني بهدف وضع إطار تنظيمي جديد يُمكّن من توسيع استخدام هذه التكنولوجيا، في خطوة وصفها ويليتس بأنها تعالج اختلالًا في التوازن باللوائح التنظيمية الحالية.

وتجدر الإشارة إلى أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية تستخدم بالفعل الطائرات بدون طيار في نقل مواد عاجلة لتحليل الأمراض، مثل عينات الدم، في تجربة تجرى حاليًا بين مستشفى جايز ومختبر في مستشفى سانت توماس بوسط لندن، بالتعاون مع شركتي "أبيان" الناشئة، التي أسسها أطباء من الهيئة، و"وينغ" المملوكة لشركة ألفابت – الشركة الأم لغوغل. كما أُجريت تجربة مماثلة في نورثمبرلاند شمال البلاد.

من جهته، قال وزير التكنولوجيا البريطاني، بيتر كايل، إن التعديلات التنظيمية الجديدة ستدعم مكانة بريطانيا في صدارة الابتكار العالمي، موضحًا أن الحكومة تسعى لتجاوز العوائق البيروقراطية التي تعرقل استخدام الطائرات بدون طيار في خدمات حيوية، مثل فحص توربينات الرياح أو توصيل الإمدادات، دون الاعتماد على وسائل مكلفة كالزوارق.

السابق بريطانيا: مرضى ينتظرون 10 أيام على النقالات في ممرات المستشفيات
التالي جامعة كامبريدج تطوّر جهازا "ثوريا" ليحل محل السماعة الطبية