عرب لندن
اتهم اللورد فيكتور أديبوال، رئيس اتحاد هيئة الصحة الوطنية البريطانية (NHS Confederation)، النظام الصحي في المملكة المتحدة بممارسة تمييز عنصري ممنهج، وذلك بعد وفاة والدته، غريس أموكي أوورين أديبوال، التي كانت تعمل ممرضة في الهيئة نفسها لعقود.
وقال إن هيئة الصحة فشلت في تشخيص إصابتها بسرطان الرئة قبل وفاتها، معتبرًا أن ما تلقته من رعاية لا يرقى إلى مستوى الخدمة التي يفترض أن تقدمها NHS، بل وصفها بأنها "خدمة مخصصة للمرضى السود".
وبحسب ما ذكر موقع صحيفة “الغارديان”، جاء ذلك خلال خطاب مؤثر ألقاه أديبوال في المؤتمر السنوي لاتحاد NHS، حيث تحدث عن تجربة والدته التي توفيت في يناير الماضي عن عمر ناهز 92 عامًا. وأشار إلى أن المعاملة التي لاقتها والدته تجسد بشكل واضح مظاهر "عدم المساواة العنصرية المتجذرة" في النظام الصحي البريطاني، كما نقلت صحيفة الغارديان. وقال إن والدته، رغم سنوات خدمتها الطويلة كممرضة، لم تحظَ بالرعاية التي تستحقها في نهاية حياتها، بل عانت من إهمال طبي كان بالإمكان تفاديه.
وأضاف أن الأسرة لم تعلم بإصابة والدته بسرطان الرئة إلا بعد تشريح جثتها، حيث كانت قد نُقلت إلى قسم الطوارئ وهي في حالة صحية متدهورة دون أن يُكتشف مرضها، رغم أنها لم تكن مدخنة. وتساءل بغضب: "كيف يمكن لإنسانة تبلغ هذا العمر أن تعاني من سرطان رئة دون أن يلاحظه أحد؟ لم تُشخّص حالتها بأي فحص أو متابعة طبية. ما حدث كان إهمالًا في الرعاية".
وأشار أديبوال إلى أن ما تعرضت له والدته لا يمثل حالة فردية، بل يعكس واقعًا يعاني منه كثيرون من المرضى السود في بريطانيا، مؤكدًا أن هناك تفاوتًا حقيقيًا في جودة الرعاية التي يتلقاها المرضى من خلفيات عرقية مختلفة. وقال: "لا يمكن القبول بأن شخصًا يشبهني ينتظر في قسم الطوارئ 20 دقيقة أكثر من غيره".
وأضاف في تصريحاته للصحفيين بعد الخطاب: "لقد تحدثت عن تجربة والدتي لأنني سئمت من غياب التغيير. والدتي، رحمها الله، كانت سترغب في أن أقول هذا الكلام. ما تعانيه المجتمعات السوداء من خدمات سيئة هو أمر مستمر منذ سنوات، والأرقام تؤكد ذلك في كل ما يتعلق بالأمراض الكبرى. والدتي ليست سوى مثال فردي لمشكلة منهجية".
وقد أثارت شهادته تفاعلًا واسعًا، وسلطت الضوء من جديد على الفجوات العرقية في الرعاية الصحية داخل بريطانيا، وهي فجوات تؤكدها الأبحاث والدراسات التي تشير إلى أن المرضى من أصول غير بيضاء غالبًا ما يُشخّصون في مراحل متأخرة من المرض، ويواجهون صعوبات أكبر في الحصول على رعاية مناسبة.
وعلّقت كيت سيمور، رئيسة الشؤون الخارجية في مؤسسة "ماكنلان" لدعم مرضى السرطان، بأن قصة غريس أديبوال تسلط الضوء على الواقع المؤلم الذي يواجهه بعض المرضى في المملكة المتحدة، مشيرة إلى أن الدراسات تُظهر بوضوح أن المرضى من خلفيات عرقية متنوعة يُشخّصون بالسرطان في مراحل متأخرة وبمعدلات أعلى من نظرائهم البيض.
من جانبه، قال البروفيسور حبيب نقفي، الرئيس التنفيذي لمرصد العرق والصحة التابع لـ NHS، إن المجتمعات السوداء لا تزال تواجه تفاوتات مؤلمة في الرعاية والمعالجة والنتائج الصحية، وأشاد بصراحة اللورد أديبوال، معبرًا عن أمله في أن تساهم شهادته الشخصية في دفع مقدمي الرعاية الصحية إلى اتخاذ خطوات جادة نحو التغيير.
حتى لحظة نشر هذا التقرير، لم تصدر هيئة الصحة البريطانية NHS أي رد رسمي على تصريحات أديبوال أو الاتهامات الموجهة إليها بشأن التمييز والإهمال في الرعاية.