عرب لندن

تم الاعتراف رسميًا بنوع جديد من داء السكري، والذي لا يرتبط بالسمنة بل بسوء التغذية، بعد سنوات من النقاش حول تعريفه، مما يعكس تطورًا كبيرًا في فهم هذا المرض النادر. ويواجه الأطباء تحديات جديدة في تشخيص وعلاج هذه الحالة التي تُعتبر الآن "داء السكري من النوع الخامس".

وبحسب ما ورد في موقع “الاندبندت” Independent أقرّ الاتحاد الدولي للسكري (IDF) هذا الشهر رسمياً بالمرض، الذي يُعتقد أنه يصيب نحو 25 مليون شخص حول العالم، بعد تصويت في المؤتمر العالمي للسكري في 8 أبريل/نيسان في بانكوك، تايلاند. ويأتي ذلك بعد عقود من الجدل حول تعريف هذا الشكل النادر من المرض، والذي يحدث نتيجة لانخفاض إنتاج الأنسولين بسبب سوء التغذية، وخصوصًا في الأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

ويُعتقد أن داء السكري من النوع الخامس يؤثر بشكل رئيسي على المراهقين والشباب النحيفين الذين يعانون من سوء التغذية، وهو يختلف تمامًا عن النوعين الأول والثاني من السكري، اللذين يرتبطان عادةً بمشاكل في الجهاز المناعي أو نمط الحياة، مثل السمنة.

ميريديث هوكينز، أستاذة الطب في كلية ألبرت أينشتاين للطب، أشارت إلى أن هذا النوع من السكري لطالما عانى من نقص كبير في التشخيص وسوء الفهم. وأكدت أن تصنيفه على أنه "داء السكري من النوع الخامس" يُعد خطوة هامة نحو زيادة الوعي وتوجيه الأطباء نحو اكتشافه بشكل أفضل.

ومن جانبه، أوضح الدكتور نيهال توماس، أستاذ الغدد الصماء في كلية الطب المسيحية بالهند، أن المرض يؤدي إلى خلل في وظائف خلايا بيتا البنكرياسية المسؤولة عن إنتاج الأنسولين، وهو ما يجعله يصنف ضمن أمراض نادرة لم تُدرس بشكل كافٍ حتى الآن.

وفي تصريحات لموقع "ميدسكيب ميديكال نيوز"، أضاف الدكتور هوكينز أن داء السكري المرتبط بسوء التغذية أكثر شيوعًا من العديد من الأمراض المعدية مثل السل وفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، مشيرًا إلى أن عدم وجود اسم رسمي للمرض أعاق تشخيصه وإيجاد علاجات فعالة له.

د. هوكينز تذكر أنها تعرفت على هذا النوع من السكري لأول مرة في عام 2005 خلال مؤتمر الصحة العالمي، حيث أبلغها الأطباء من عدة دول أنهم يعالجون مرضى يُظهرون أعراضًا غير معتادة لداء السكري. وكانت هذه الحالات غير قابلة للعلاج التقليدي باستخدام الأنسولين، وهو ما كان يُسبب تراجع مستويات السكر بشكل مفرط لدى بعض المرضى.

وفي عام 2022، أكدت أبحاث فريق هوكينز في الكلية الطبية المسيحية في الهند أن هذا النوع من السكري يختلف جوهريًا عن النوعين الأول والثاني، حيث يعاني المصابون من مشاكل كبيرة في إنتاج الأنسولين. وقد أدى هذا الاكتشاف إلى تحولات كبيرة في فهم هذه الحالة وكيفية علاجها.

وعلى الرغم من التقدم في فهم المرض، لا يزال الأطباء في مختلف أنحاء العالم غير متأكدين من كيفية علاج هذا المرض الذي يقتل المرضى في الغالب بعد عام من التشخيص. وفقًا للدكتورة هوكينز، يتطلب علاج داء السكري من النوع الخامس نظامًا غذائيًا يشمل زيادة كمية البروتين وتقليل الكربوهيدرات مع مراعاة نقص المغذيات الدقيقة.

واختتمت الدكتورة هوكينز تصريحها بأن المجتمع الطبي الآن في مرحلة جديدة من البحث والدراسة لمعالجة هذه الحالة الفريدة، بفضل الدعم الدولي والإرادة العالمية من الاتحاد الدولي للسكري.

التالي دراسة فنلندية: التدخين وشرب الكحول في بداية البلوغ يسرّعان تدهور الصحة في عمر 36 عامًا