هيئة الصحة البريطانية تطبق فحوصات للتوحد على الأطفال المتحولين جنسياً!
عرب لندن
أعلنت هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) في المملكة المتحدة عن خطة جديدة تلزم بإجراء فحوصات للتوحد واضطرابات النمو العصبي للأطفال الذين يُعتقد أنهم متحولون جنسياً.
وتأتي هذه التوجيهات استجابةً لمراجعة البارونة كاس، التي أظهرت أن الأطفال المصابين باضطراب الهوية الجندرية هم أكثر عرضة للإصابة بحالات مثل التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
وحسب ما ذكرته صحيفة التليغراف "Telegraph" بموجب الخطة الجديدة، سيخضع كل طفل يُحال إلى عيادات متخصصة في الهوية الجندرية لفحوصات تشمل التوحد والاضطرابات المعرفية والنفسية الأخرى. هذا التقييم الشمولي يهدف إلى تحديد احتياجات الطفل بشكل دقيق.
إلى جانب التقييم العصبي، سيشمل التقييم فحوصات للصحة النفسية وعلاقة الطفل بأسرته، وتطوره الجنسي. كما تدعو التوجيهات الجديدة إلى اعتماد النهج الشمولي في معالجة الأطفال المتحولين جنسياً بدلاً من النموذج الطبي التقليدي الذي كانت تتبعه عيادة تافيستوك.
ويشمل التقييم الشمولي ثمانية مجالات رئيسية تتعلق بتطور الطفل الاجتماعي، المعرفي، والجسدي، كما سيتناول حاجة الطفل لفحوصات إضافية أو تدخلات متخصصة. سيتم فحص الأطفال الذين يعانون من اضطرابات النمو العصبي، مثل التوحد، من قبل فرق طبية متعددة التخصصات لوضع خطة علاج مخصصة لكل حالة.
زيادة معدلات اضطراب الهوية الجندرية والتوحد
وارتفعت في السنوات الأخيرة، معدلات اضطراب الهوية الجندرية بين الأطفال بشكل كبير، حيث ارتفعت من 0.14 لكل 10 آلاف شخص في 2011 إلى 4.4 لكل 10 آلاف شخص في 2021، ما يعكس زيادة ملحوظة في الحالات، خاصة بين الفتيات المراهقات.
كما ارتفعت معدلات تشخيص التوحد من واحدة لكل 2,500 طفل إلى واحدة لكل 34 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عامًا.
وتتضمن الخطط الجديدة أيضًا تقييمًا شاملاً للصحة النفسية للأطفال المتحولين جنسياً، مع التركيز على الحالة المزاجية، القلق، والعلاقة الأسرية. كما سيتم تقييم تطور التوجه الجنسي للطفل وأثر الضغوط الأسرية والاجتماعية على حالته.
ورحب الخبراء في مجال الصحة النفسية والطب العصبي بالنهج الشمولي، لكن بعض النقاد أبدوا قلقهم من أن هذه السياسة قد تفتح الباب أمام استخدام العلاجات الهرمونية العابرة للجنس للأطفال، رغم التحذيرات العلمية بشأن محدودية فوائد هذه العلاجات.
وأعلنت هيئة NHS أنها ستطرح هذه التوجيهات للتشاور العام قريبًا، قبل تنفيذها بشكل كامل في وقت لاحق من هذا العام. وستُطبق في العيادات المتخصصة في لندن ومانشستر بعد موافقة الجمهور على الخطة.
وختامًا، قالت الهيئة إن "الخطة الجديدة ستضمن تقديم رعاية أفضل وأكثر تكاملاً للأطفال المتحولين جنسياً، بما يضمن لهم الدعم المناسب وفقًا لاحتياجاتهم النفسية والصحية."