عرب لندن

اتهم السياسي اليساري الراديكالي في جنوب أفريقيا، جوليوس ماليما، بريطانيا بمحاولة إسكات صوته بعد رفض منحه تأشيرة دخول للمشاركة في فعالية بجامعة كامبريدج.

وأعلن ماليما، زعيم حزب "مقاتلو الحرية الاقتصادية" (EFF)، المعروف بموقفه المعادي للغرب، أنه كان من المقرر أن يلقي كلمة في فعالية جامعية تتمحور حول القارة الأفريقية يوم السبت، لكنه أُبلغ بعدم قبول طلب تأشيرته.

ووصف ماليما القرار بأنه "حظر فعلي" على خطابه و"محاولة لإسكات وجهة نظر سياسية معارضة"، واعتبره "قرارًا غير مقبول ويفتقر إلى الشجاعة"، بحسب ما نقلته "التلغراف". 

وأوضح الزعيم السياسي، الذي يلقّب نفسه بـ"القائد العام" لحزبه، أنه لم يُخطر برفض التأشيرة إلا أثناء انتظاره لصعود الطائرة.

وقدّم أنتوني فيليبسون، المفوض السامي البريطاني، اعتذارًا رسميًا عبر رسالة وجهها إلى نائب ماليما، وألقى باللوم على تزامن الطلب مع العطل الرسمية الأخيرة في بريطانيا، وفقًا لرسالة نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية (BBC).

وأشار فيليبسون إلى أن وزارة الداخلية لم تتمكن من معالجة الطلب في الوقت المناسب بسبب "الخطوات الإدارية الضرورية" والنقص في الأيام المتاحة للعمل، مؤكدًا أنه "تابع المسألة باهتمام شخصي خلال الأسبوع الماضي".

وقال فيليبسون: "أُدرك أن هذا سيشكّل خيبة أمل كبيرة، خاصة وأن أعضاء الوفد تقدّموا بطلباتهم مسبقًا ودفع بعضهم مقابل خدمة الأولوية".

ورفضت وزارة الداخلية البريطانية التعليق على حالات فردية عند سؤالها عن التفاصيل.

يذكر أن حزب ماليما تبنى خطابًا ماركسيًا راديكاليًا، وفاز بنحو 10% من أصوات الناخبين في الانتخابات العامة الأخيرة في جنوب أفريقيا، مستغلًا شعور الإحباط المتزايد بين الشباب السود الذين لم يلمسوا تحسنًا اقتصاديًا منذ نهاية نظام الفصل العنصري.

وتعهد الحزب بتأميم المناجم والبنوك، ومصادرة الأراضي وإعادة توزيعها.

وواجه ماليما انتقادات حادة بسبب قيادته لأنصاره في أداء أغنية تحتوي على عبارة "اقتل البوير"، التي يعتبرها منتقدوه تحريضًا على العنف ضد المزارعين البيض، بينما يدافع هو عنها بوصفها "نشيدًا نضاليًا من زمن الفصل العنصري".

وطالب ماليما في مناسبات سابقة بريطانيا بدفع تعويضات عن حقبة الاستعمار، واتهم العائلة الملكية البريطانية بالمشاركة في تجارة الرقيق وانتهاكات الاستعمار.

وقال متحدث باسم حزبه إن قرار رفض التأشيرة "يعكس استمرار هيمنة النظام الملكي البريطاني على القرار السياسي في المملكة المتحدة"، معتبرًا أن العائلة المالكة "لا تزال حاقدة على موقف الحزب بعد وفاة الملكة إليزابيث ألكسندرا ماري وندسور".

وتباينت الآراء حول شخصية ماليما، إذ يرى البعض فيه "ديكتاتورًا قادمًا" بنزعات فاشية، بينما يعتبره آخرون مجرد شخصية صاخبة تتقن إثارة الجدل.

ورحّبت مجموعة الضغط الأفريكانية "أفريفوروم" بقرار الحكومة البريطانية.

وأعلن المدير التنفيذي للمجموعة، كالي كريل، أن منظمته "تكثف حملتها الدولية لحث المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات ضد ماليما بسبب تحريضه على العنف ضد الأفريكانر والمزارعين من خلال ترديده لعبارة (اقتل البوير)".

السابق تراجع الطلاب الأجانب يفتح الباب أمام موجة تقشف غير مسبوقة في الجامعات
التالي من طالب لجوء إلى أب بريطاني.. شاب عراقي يتجنب الترحيل بحكم قضائي