عرب لندن
أقر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بأن خسارة حزب العمال لمقعد رونكورن وهيلسبي بفارق ستة أصوات فقط لصالح حزب الإصلاح كانت "محبطة"، مؤكدًا أنه مصمم على "المضي قدمًا بشكل أسرع وأبعد" لتحقيق التغيير الذي وعد به.
وفي تصريح للناخبين، قال ستارمر: "نتفهم الرسالة. لقد انتخبنا العام الماضي من أجل التغيير، وبدأنا هذا العمل بالفعل، وسنسرّع وتيرته."
وجاءت الهزيمة خلال انتخابات فرعية تزامنت مع الانتخابات المحلية في أنحاء إنجلترا، بعدما استقال النائب العمالي السابق مايك أيمسبري إثر اعترافه بالاعتداء على أحد الناخبين.
وكان أيمسبري قد حصل على 53% من الأصوات في الانتخابات العامة السابقة.
وألقت المرشحة الفائزة سارة بوتشين وهي عضوة سابقة في حزب المحافظين، خطابًا ناريًا بعد الفوز، قائلة: "كفى فشلًا من المحافظين، وكفى أكاذيب من العمال."
ويُعد هذا الفارق أصغر هامش فوز في انتخابات فرعية برلمانية منذ الحرب العالمية الثانية، في مؤشر على تصاعد تأثير حزب الإصلاح، الذي سجّل مكاسب لافتة في معاقل تقليدية لكل من العمال والمحافظين.
ووصف زعيم الحزب نايجل فاراج النتيجة بأنها "لحظة عظيمة جدًا" في السياسة البريطانية، مؤكدًا أن رئيس الوزراء "عزل قاعدته الشعبية بشكل غير مسبوق".
كما شهدت الانتخابات فوز أندريا جينكنز النائبة المحافظة السابقة التي انضمت إلى الإصلاح، بمنصب عمدة لينكولنشاير الكبرى، في سباق شهد انسحاب منافسيها من المنصة احتجاجًا. وأثارت جينكنز الجدل بتصريحاتها حول إسكان طالبي اللجوء في خيام بدل الفنادق، قائلة: "الخيام جيدة بما فيه الكفاية في فرنسا، فيجب أن تكون كافية هنا أيضًا."
وأقرت رئيسة حزب العمال المحلية إيلي ريفز أن الناخبين "غير صبورين"، لكنها شددت على أن "التغيير يحتاج إلى وقت".
في المقابل، حذر حزب المحافظين من أن "قيادة ستارمر تواجه رفضًا واضحًا"، متوقعين تزايد الضغط من داخل الحزب عليه.
ورغم الانتكاسة، احتفظ حزب العمال بمنصب عمدة وست أوف إنجلاند، كما فاز في نورث تاينسايد بأغلبية ضئيلة بلغت 444 صوتًا فقط أمام الإصلاح.
أما حزب الخضر، فأعرب عن أمله بتحقيق مكاسب في ظل ما وصفه بتآكل ثقة الناخبين بالأحزاب التقليدية.