عرب لندن
احتفظ رئيس مجلس العموم البريطاني، ليندسي هويل، بما يقارب 300 هدية تلقاها خلال السنوات الأربع الماضية، من بينها زجاجات كحول وسلال طعام وهدايا فاخرة ومستلزمات للعناية بالبشرة وأخرى لحيواناته الأليفة.
ووفقًا لتصريحات نشرها هويل طوعًا ونقلتها صحيفة "الغارديان" Guardian، تضمنت قائمة الهدايا نحو 80 زجاجة من المشروبات الكحولية إلى جانب 26 ربطة عنق وأزرار أكمام، وسجادة، وزخارف، وصور، وكتب، وأكواب. كما شملت الهدايا منتجات تجميل من دبلوماسيين كوريين، وسلال عيد الميلاد من البحرين وقطر وأنغيلا، فضلًا عن مأكولات من مقدونيا الشمالية.
كما تلقى حلويات عيد الميلاد من وزيرة الداخلية السابقة بريتي باتيل على مدى ثلاث سنوات متتالية. وفي بعض الحالات، شارك هويل بعض الهدايا مع موظفيه، كما حدث حين احتفظ بزجاجة جن وزجاجة نبيذ من سفير مقدونيا، ومرّر عدة أكواب من شاي الأعشاب وأباريق صلصة الفلفل الأحمر إلى مكتبه.
تُظهر القائمة المعلنة جانبًا من الهدايا التي تُقدَّم للسياسيين في بريطانيا، الذين يُطلب منهم فقط التصريح عن الهدايا التي تتجاوز قيمتها 300 جنيه إسترليني، بينما يُلزم الوزراء بالإفصاح عن هدايا تزيد قيمتها على 150 جنيهًا فقط.
وقال توم بريك، مدير حملة "فتح الديمقراطية" ونائب رئيس مجلس العموم السابق، إن تصريحات هويل تكشف عن النطاق المحتمل للهدايا التي يتلقاها النواب دون رقابة حقيقية، مطالبًا بمراجعة حد التصريح البالغ 300 جنيه بما يتماشى مع المعايير المتبعة في القطاعين العام والخاص.
وكان زعيم حزب العمال ورئيس الوزراء الحالي كير ستارمر قد أعلن سابقًا عن تلقيه ملابس ونظارات مجانية بقيمة آلاف الجنيهات من اللورد آلي، إلا أنه تعهد لاحقًا بعدم قبول هدايا مجانية أثناء توليه المنصب، في خطوة تبعها عدد من وزراء حكومته.
من جهته، أوضح متحدث باسم مكتب رئيس مجلس النواب أن تقديم وتلقي الهدايا يتم في إطار البروتوكولات الدولية عند استقبال كبار الشخصيات، وأن جميع الهدايا تُعلن بشفافية كاملة، حتى تلك التي تقل عن الحد المسموح، لتفادي تضارب المصالح.
وأشار إلى أن الهدايا التي تُعتبر ذات قيمة تاريخية تُضاف إلى مجموعة رئيس البرلمان، وتُعرض في بعض الأحيان، بينما تُحتفظ السلع القابلة للتلف من قبل الرئيس أو مكتبه. وأضاف أن رئيس البرلمان يرتدي بعض الهدايا كربطات العنق وأزرار الأكمام خلال مناسبات رسمية، تعزيزًا للعلاقات الدولية.
وكان هويل قد واجه انتقادات بشأن إنفاق نحو 250 ألف جنيه إسترليني على 19 رحلة خارجية منذ عام 2019، بما في ذلك أكثر من 180 ألف جنيه على تذاكر الدرجة الأولى ورجال الأعمال، فضلًا عن الإقامة في فنادق فاخرة وتناول الطعام في مطاعم راقية.
وفي مقابلة مع صحيفة "صنداي تايمز"، دافع هويل عن هذه الرحلات، مؤكدًا أن من واجبه تمثيل البرلمان البريطاني على الساحة الدولية. وقال: "كما يحضر رئيس الوزراء قمم مجموعة العشرين والسبع، فإن لرئيس البرلمان أيضًا دورًا مماثلًا في المؤتمرات الدولية".
وأضاف: "الغياب عن هذه الفعاليات يضر بمكانة المملكة المتحدة، وأنا أستخدم منصبي للحديث بصراحة، بما في ذلك مخاطبة روسيا بشأن غزو أوكرانيا".
يُذكر أن هويل يتقاضى راتبًا سنويًا قدره نحو 160 ألف جنيه إسترليني، ويقيم في شقة رسمية ضمن مبنى مجلس العموم بقصر وستمنستر.