عرب لندن

في سابقة تاريخية لافتة، تم إحياء الذكرى الـ77 لنكبة فلسطين في إحدى قاعات البرلمان البريطاني، في خطوة تعكس بعدًا سياسيًا وثقافيًا عميقًا للملف الفلسطيني على الساحة الدولية. الحدث شهد حضورًا لافتًا من ممثلين عن الأحزاب الرئيسية في البرلمان البريطاني، إلى جانب وفد دبلوماسي رفيع المستوى من سفارة دولة فلسطين في لندن، وأعضاء من السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي. كما كانت الجاليات الإسلامية والعربية، بما في ذلك الجالية الفلسطينية في بريطانيا، في مقدمة الحضور، مما أضاف مزيدًا من الرمزية والأهمية لهذه المناسبة.

وتضمن الحدث كلمات ألقاها كل من عضو البرلمان البريطاني عن حزب العمال أندرو بيكس، وعضو البرلمان عن حزب المحافظين كيت مالتهاوس، والمتحدث الرسمي للشؤون الخارجية في حزب الديمقراطيين الأحرار كالوم ميلر، وعضو الحزب القومي الاسكتلندي بريندان أوهارا، وسفير دولة فلسطين لدى المملكة المتحدة الدكتور حسام زملط. وشددت الكلمات على ضرورة الوقف الفوري للعدوان على قطاع غزة، وأكدت على المسؤولية الأخلاقية لبريطانيا في هذا الوقت الحرج.

وقال سفير فلسطين في المملكة المتحدة، الدكتور حسام زملط، في تصريحات صحفية إن "إحياء الذكرى الـ77 لنكبة فلسطين في البرلمان البريطاني يحمل رمزية تاريخية كبيرة، خاصة بمشاركة ممثلين عن جميع الأحزاب البريطانية الكبرى، بما فيها حزب العمال، وحزب المحافظين، والحزب الديمقراطي الليبرالي، والحزب القومي الاسكتلندي".

وأكد الدكتور زملط أن إحياء ذكرى النكبة في البرلمان هو سابقة مهمة يجب البناء عليها، ليس فقط لتذكير بريطانيا بدورها في نكبة الشعب الفلسطيني، ولكن أيضًا لدعوتها للاعتراف بالدولة الفلسطينية والالتزام بالقانون الدولي، وفرض حظر شامل على صادرات السلاح، وكذلك على استيراد البضائع من المستوطنات الإسرائيلية، إضافة إلى محاسبة مجرمي الحرب.

ودعا زملط إلى التحرك الفوري لوقف الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة والاعتداءات في الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن التخاذل الدولي هو ما أدى إلى استمرار العدوان على الشعب الفلسطيني.

كما شدد على أن الشعب الفلسطيني ما زال يتمسك بصموده رغم كل ما تعرض له من مؤامرات، وأكد أن نيل حقوق الفلسطينيين بات أقرب من أي وقت مضى. وفي الختام، عبّر عن تفاؤله بمستقبل فلسطين، قائلاً: "نحن أقرب من أي وقت مضى لرؤية نهاية الاحتلال الإسرائيلي، وستقوم دولتنا وعاصمتها القدس، وسيعود اللاجئون إلى ديارهم بإذن الله".

واستمع الحضور أيضًا إلى قصة الطالبة الفلسطينية ربى التي سردت معاناة أجدادها مع التهجير منذ النكبة، وأكدت تمسكها بحق العودة من خلال احتفاظها بمفتاح بيت جدها. كما تم عرض فيلم يوثق معاناة الشعب الفلسطيني خلال نكبة 1948 وما يعانيه حاليًا في غزة.

السابق فوضى في مترو لندن بعد حريق بمحطة كهرباء.. والخدمة تُستأنف جزئيًا
التالي السجن لستة بلغاريين تجسسوا لصالح روسيا في بريطانيا