عرب لندن

في خطوة أثارت موجة غضب واسعة، فصل نادي أرسنال الإنجليزي أحد أقدم موظفيه بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي عبّر فيها عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني، ما اعتبره كثيرون انتهاكًا صارخًا لحرية التعبير وانحيازًا فاضحًا ضد الأصوات المناصرة لفلسطين.

ووفقًا لما أورده موقع "ذا ستاندرد" The Standard، فإن مارك بونيك، البالغ من العمر 61 عامًا، والذي عمل لأكثر من عشرين عامًا موظفًا للمعدات في نادي أرسنال، وجد نفسه مفصولًا من عمله قبل أيام قليلة من عيد الميلاد، وذلك عقب تعرضه لحملة إلكترونية شرسة شنها أنصار إسرائيل. وجاءت هذه الحملة على خلفية تغريدات نشرها على منصة X (تويتر سابقًا)، عبّر فيها عن إدانته لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة، ودافع من خلالها عن حق الشعب الفلسطيني في الحياة والحرية.

ووفقًا للدعوى التي رفعها بونيك أمام محكمة واتفورد للتوظيف، اتهم النادي بالاستسلام لضغوط جماعات ضغط مؤيدة لإسرائيل، والتعامل معه بعقوبة "غير متناسبة" تمثلت في فصله من العمل بدعوى "الإساءة إلى سمعة النادي"، بعدما وصف تعليقاته بأنها تحريضية.

وكتب بونيك في إحدى تغريداته: "لماذا يجب حمايتهم أكثر من أي مجتمع آخر؟ يرى البعض أن هذه هي مشكلة المجتمعات اليهودية التي تعتقد أنه يجب تقديمها على غيرها". كما أشار إلى "التطهير العرقي" الذي يتعرض له الفلسطينيون، وعلّق على رفض إسرائيل لمبادرة حماس بإطلاق سراح الرهائن، قائلاً: "عقدة اضطهاد".

لكن بونيك، الذي عُرف بولائه للنادي طوال سنوات خدمته، رفض الاتهامات بمعاداة السامية، مؤكدًا أن موقفه نابع من ضميره وإنسانيته. وقال في تصريح له: "لم أُفصل بسبب سوء السلوك، بل لأنني وقفت إلى جانب الضحايا في غزة. عبّرت عن حزني وغضبي على مجازر تُرتكب بحق الأبرياء، فكان الرد أن طُردت من عملي".

وأضاف: "أنا على وشك التقاعد، لكنني لست نادمًا. على أرسنال أن يعتذر، ويعيدني إلى وظيفتي، وأن يتخذ موقفًا أخلاقيًا ضد العنصرية التي يتعرض لها الفلسطينيون".

وتمضي القضية قدمًا بدعم من المركز الأوروبي للدعم القانوني، حيث اعتبرت مسؤولة المناصرة في المركز، تسنيما الدين، أن بونيك تعرّض لـ"عقاب سياسي"، مضيفة: "مارك لم يُفصل بسبب معاداة السامية، بل لأنه تجرأ على دعم فلسطين. هذه رقابة ممنهجة ضد مناصري العدالة".

ومن المقرر تنظيم وقفة احتجاجية تضامنية مع بونيك أمام ملعب الإمارات يوم الأحد المقبل، بالتزامن مع آخر مباريات أرسنال على أرضه هذا الموسم أمام نيوكاسل، في رسالة واضحة بأن فلسطين ليست تهمة، بل قضية إنسانية لا يجوز إسكات مناصريها.

السابق كبار القادة الدينيين يطالبون ستارمر بتلطيف خطابه ضد المهاجرين
التالي السجن مدى الحياة لقاتل امرأة طُعنت أمام ابنتها في كرنفال نوتينغ هيل