عرب لندن
يعاني العديد من الطلاب في مدارس المملكة المتحدة من قيود صارمة على استخدام دورات المياه، ما يسبب لهم مشاعر القلق والإحراج، ويؤثر سلبًا على تجربتهم الدراسية.
هولي، طالبة تبلغ من العمر 15 عامًا من بنتيرتش في كارديف، تعاني من التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، قالت إنها غالبًا ما تُرفض طلباتها للذهاب إلى دورة المياه خلال الحصص، أو تجدها مغلقة، مما دفعها للانتقال إلى التعليم المنزلي بداية عام 2024.
وأوضحت هولي أن طلب الإذن أمام الفصل كان أمرًا محرجًا، خاصة أنها كانت تخشى أن تُحكم عليها زميلاتها. كما تحدثت عن معاناة زميلاتها من تسرب دم الحيض في الفصول، مما أدى إلى تعرضهن للسخرية.
وأضافت أن بعض دورات المياه تُغلق أثناء الحصص لمنع الطلاب من التجول في أرجاء المدرسة، وأن المنتجات الصحية غير متوفرة بسهولة، ما يزيد من صعوبة الأمر، خصوصًا للفتيات في فترة الحيض.
وأشارت إلى أن المدرسة قلقة من مشكلات سلوكية في دورات المياه مثل التخريب والتدخين الإلكتروني، لكنها طالبت بالتركيز على معالجة هذه المشكلات بدلاً من معاقبة الطلاب الملتزمين.
من جانبه، أكد مجلس مدينة كارديف التزامه بالعمل مع المدارس لإيجاد حلول تتيح للطلاب استخدام دورات المياه عند الحاجة، مع مراعاة التحديات التي تواجهها المدارس في المحافظة على المرافق.
وحسب ما ذكرته شبكة بي بي سي “BBC” أظهرت دراسة وطنية أن 65% من الطلاب لا يستطيعون استخدام دورات المياه بحرية في مدارسهم، مع فرض إذن من المعلمين أو تصاريح خاصة في العديد من الحالات. كما أفاد 5% من المدرسين أن دورات المياه تُغلق أحيانًا خلال اليوم الدراسي.
وفي مدرسة بيدواس، قالت طالبة أخرى إن التجديدات الأخيرة أدت إلى تخصيص دورات المياه لفئات عمرية مختلفة، مع تفاوت في توفير المنتجات الصحية، وأن الطلب للذهاب إلى دورة المياه أثناء الحصص يُرفض غالبًا، مما يسبب إحراجًا.
وأعلنت سلطات كارديف عن استثمار أكثر من مليون جنيه إسترليني في مبادرة "كرامة الحيض" لتحسين مرافق المدارس وتوفير منتجات الحيض بسهولة دون الحاجة لطلب إذن.
وأوضح مجلس كيرفيلي أن قواعد استخدام دورات المياه تُحددها المدارس، داعيًا أولياء الأمور للتواصل مباشرة مع المدارس لحل أي مشكلات.
قالت والدة هولي إن هذه القيود تضع عبئًا إضافيًا على الطلاب، وخاصة الفتيات خلال فترة الحيض، مؤكدة أن توقع النضج من المراهقين يتعارض مع عدم السماح لهم بحرية استخدام دورات المياه.