عرب لندن 

تبيع أمازون حاليًا مجموعة من الكتب الموجهة للأشخاص الذين يسعون للتعامل مع اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، والتي تدعي تقديم نصائح خبيرة، لكن العديد منها يبدو أنه تم تأليفه بواسطة روبوتات دردشة مثل ChatGPT. هذا الوضع يثير القلق بسبب انتشار معلومات غير دقيقة أو قد تكون ضارة.

الكتب المعروضة تشمل عناوين مثل "التعامل مع ADHD لدى الرجال: النجاح مع التشخيص المتأخر" و"الرجال الذين يعانون من ADHD: تقنيات فعالة للتركيز وإدارة الوقت"، وتظهر هذه الكتب كأنها مكتوبة بواسطة الذكاء الاصطناعي. 

وحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان “The Guardian” فحصت شركة Originality.ai الأمريكية المتخصصة في كشف المحتوى الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي ثمانية من هذه الكتب، ووجدت أن جميعها حصلت على درجة 100% في نظام الكشف عن الذكاء الاصطناعي، مما يؤكد أنها مؤلفة بواسطة روبوتات دردشة.

وأشار الخبراء إلى أن الأسواق الرقمية أصبحت تفتقر إلى التنظيم المناسب، ما يتيح انتشار مثل هذه الكتب المضللة. وقال مايكل كوك، الباحث في علوم الكمبيوتر بجامعة كينغز بلندن، إن أنظمة الذكاء الاصطناعي قد تقدم نصائح غير آمنة حول مواضيع مثل المواد السامة أو التعامل مع المواد الكيميائية، مما يشكل خطرًا على الصحة العامة.

وأضاف كوك أن هذه الأنظمة ليست قادرة على التحليل النقدي، وتتعلم أيضًا من معلومات خاطئة مثل الخرافات والنظريات المؤامراتية.

أكدتت البروفيسورة شانون فالور، مديرة مركز "مستقبل التكنولوجيا الأخلاقية" في جامعة إدنبرة، أن أمازون تتحمل "مسؤولية أخلاقية" في منع نشر الكتب التي قد تضر بالمستهلكين، رغم أنه من غير المعقول تحميل بائع الكتب المسؤولية عن محتوى جميع الكتب. 

وأشارت إلى أن غياب التنظيم والمراجعة التي كانت موجودة في صناعة النشر التقليدية قد سمح بانتشار مثل هذه الكتب.

في الوقت الراهن، لا توجد تشريعات تلزم بوسم الكتب التي ألفها الذكاء الاصطناعي كـ "مؤلفة بواسطة الذكاء الاصطناعي". وأضافت وكالة المعايير الإعلانية أنها تراقب هذه القضية وتضمن أن الكتب المؤلفة بواسطة الذكاء الاصطناعي لا يُروَّج لها على أنها كتب من تأليف بشري.

من جهتها، قالت أمازون إنها تملك إرشادات واضحة بشأن المحتوى الذي يُنشر على منصتها، وتستخدم تقنيات للكشف عن الكتب التي تنتهك هذه الإرشادات. وأوضح المتحدث باسم الشركة: "نستثمر وقتًا وموارد كبيرة لضمان الالتزام بإرشاداتنا، ونعمل على تحسين عملياتنا باستمرار للتعامل مع التغيرات في صناعة النشر."

التالي صدمة في بريطانيا: مجلس محلي يوصي أمًا بحبس ابنتها المصابة بالتوحد داخل غرفة مؤقتًا