عرب لندن

تجري أجهزة الأمن البريطانية تحقيقات موسعة حول احتمال وجود صلة بين روسيا وسلسلة من هجمات الحرق المتعمد التي استهدفت ممتلكات مرتبطة برئيس الوزراء البريطاني، السير كير ستارمر، في واقعة تُعد من أكثر القضايا الأمنية إثارة للقلق خلال الأشهر الأخيرة.

وتركز التحقيقات على مطعم جورجي في العاصمة البريطانية يُعتقد أنه استُخدم لعقد اجتماعات مشبوهة، في إطار فرضية تعمل عليها سكوتلاند يارد تفيد بأن عملاء من الاستخبارات الروسية جندوا مجرمين وعناصر من أجهزة استخبارات خاصة لتنفيذ ما وصفته مصادر أمنية بـ"الأعمال القذرة".

ونقلاً عن موقع "ذا صن" The Sun، تُعد هذه الفرضية أحد المسارات التي تتابعها الشرطة ضمن تحقيقاتها، دون وجود أي دليل مباشر حتى الآن يربط الكرملين بالمؤامرة التي استهدفت ممتلكات مرتبطة بالسير كير ستارمر.

ومثل ثلاثة رجال أمام المحكمة على خلفية الهجمات التي وقعت ما بين 17 أبريل و13 مايو، واستهدفت منزلًا يملكه السيد ستارمر ويؤجره حاليًا، ومنزلًا كان يقطنه سابقًا، بالإضافة إلى سيارة باعها سابقًا من طراز تويوتا راف 4. والمتهمون هم الأوكراني بيترو بوتشينوك (34 عامًا) من شمال لندن، والروماني ستانيسلاف كاربيوك (26 عامًا) من رومفورد شرق لندن، والأوكراني رومان لافرينوفيتش (21 عامًا) من سيدنهام جنوب شرق لندن.

وصرّحت المدعية العامة سارة برزيبيلسكا في جلسة الاستماع بمحكمة وستمنستر الأسبوع الماضي أن المؤامرة المزعومة "لا تزال بلا تفسير"، ووصفتها بأنها "غير مبررة حتى الآن". كما لم يُثبت حتى الآن أن المتهمين الثلاثة كانوا على علم بأي صلات روسية مفترضة بالهجمات.

هذا ويُعرف السيد ستارمر بمواقفه الحازمة ضد موسكو منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 2022. وفي السياق ذاته، كان رئيس جهاز الاستخبارات البريطانية (MI5)، السير كين مكالوم، قد حذر في أكتوبر الماضي من سعي وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية (GRU) لإحداث "فوضى عارمة" في الشوارع البريطانية والأوروبية، مشيرًا إلى تورطها في عمليات حرق وتخريب وأعمال أكثر خطورة بـ"تهور متزايد".

وأكد السير كين أن أكثر من 750 دبلوماسيًا روسيًا طُردوا من دول أوروبية منذ بدء الحرب، وأن "الغالبية العظمى" منهم كانوا يعملون كجواسيس. وأضاف أن موسكو أصبحت تعتمد بشكل متزايد على مجرمين وعملاء استخبارات خاصين لتنفيذ مخططاتها.

من جهته، حذّر رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية (MI6)، السير ريتشارد مور، من أن أجهزة الاستخبارات الروسية أصبحت "أكثر وحشية"، وسط تصاعد المؤامرات التي تستهدف أمن الدول الغربية. وكشفت أجهزة الأمن مؤخرًا عن مخططات روسية لتفجير طائرات وقطع خطوط النقل واغتيال شخصيات بارزة تدعم أوكرانيا.

وفي تعليق له، وصف السير ستارمر الحرائق بأنها "هجوم علينا جميعًا، على الديمقراطية، وعلى القيم التي ندافع عنها".

من جانبها، قالت نادية، والدة المتهم رومان لافرينوفيتش، لصحيفة "ذا صن" من منزلها في إيفانو فرانكيفسك: "كان أوكرانيًا فخورًا بهويته، وداعمًا لبلاده في الحرب، ولم ألحظ يومًا أي تعاطف مع روسيا".

وفي سياق متصل، حُكم مؤخرًا على شبكة من الجواسيس البلغاريين الذين كانوا يعملون لصالح المخابرات الروسية بالسجن لأكثر من 50 عامًا، بعد إدانتهم بالتجسس داخل المملكة المتحدة ودول أوروبية أخرى. ويأتي هذا في ظل تاريخ طويل من الاتهامات الموجهة إلى روسيا بالوقوف خلف عمليات استهداف داخل الأراضي البريطانية، أبرزها تسميم الجاسوس السابق ألكسندر ليتفينينكو بمادة البولونيوم 210 في لندن عام 2006، وهجوم نوفيتشوك في سالزبري عام 2018.

السابق اشتباكات بين المتسوقين تُجبر المتاجر البريطانية على سحب دمى "لابوبو"
التالي منصة "إكس" تتعرض لانقطاع جديد في الخدمة وتُربك المستخدمين في بريطانيا