عرب لندن
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" وأكدت شبكة "سي بي إس نيوز" أن جهات مجهولة استخدمت تقنية استنساخ الصوت بالذكاء الاصطناعي لانتحال شخصية المسؤولة الرفيعة في البيت الأبيض، سوزي وايلز، بعد اختراق بيانات الاتصال الخاصة بها.
وأبلغت عدة شخصيات رفيعة المستوى عن تلقي مكالمات ورسائل نصية بدت وكأنها صادرة من السيدة وايلز، ما أثار مخاوف من استخدام هذه التقنية في التلاعب بقرارات حساسة أو نشر معلومات مضللة في قلب السلطة التنفيذية الأمريكية.
وصرّح غرايم ستيوارت، رئيس القطاع العام في شركة (Check Point) للأمن السيبراني، في مقابلة حصرية مع محطة (LBC) قائلاً: "هذا الاختراق ليس مجرد قرصنة، بل هو إشارة مروعة إلى أن الذكاء الاصطناعي بات قادراً على تقليد شخصيات من أعلى مستويات الحكم بشكل مقنع. لقد دخلنا حقبة جديدة لا تحتاج فيها الجهات المعادية إلى زرع أجهزة تنصت أو التسلل الفعلي، بل يكفيهم استنساخ صوت لزرع الفوضى من بُعد."
وتساءل ستيوارت: "إذا أمكن تقليد صوت كبيرة موظفي البيت الأبيض، فما الذي يمنع من انتحال شخصية وزير الدفاع، أو دبلوماسي كبير، أو حتى رئيس دولة؟"
وأشار ستيوارت إلى أن المخاطر تتضاعف بشكل كارثي عندما تصل حالة عدم اليقين إلى أعلى مكاتب السلطة، مؤكداً أن "السمع لم يعد دليلاً على الحقيقة".
وأبلغت السيدة وايلز جهات الاتصال لديها بأن جهازها تعرّض للاختراق، في وقت تتواصل فيه التحقيقات لكشف مدى عمق هذا الخرق الأمني.
وأوضح ستيوارت أن "تقنية استنساخ الصوت وتزوير الرسائل لم تعد من الخيال العلمي، بل تحدث فعلياً الآن"، واصفاً ما جرى بأنه "ليس مجرد فشل في الأمن القومي، بل ثغرة استراتيجية تهدد الاستقرار".
ورفضت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، تأكيد ما إذا كان حساب السحابة الخاص بالسيدة وايلز قد تم اختراقه، أو ما إذا كان الخرق ناتجاً عن برامج تجسس متطورة، مكتفية بالقول: "البيت الأبيض يتعامل بجدية بالغة مع الأمن السيبراني لجميع موظفيه، والتحقيق في هذه الواقعة لا يزال مستمراً."
وأشارت تقارير سابقة إلى أن السيدة وايلز كانت هدفاً لهجمات إلكترونية من قبل قراصنة إيرانيين في عام 2024، إذ حاولوا اختراق بريدها الإلكتروني الشخصي.
وأفادت "وول ستريت جورنال" مؤخراً بأن هؤلاء القراصنة نجحوا بالفعل في الحصول على ملف حساس يتعلق بنائب الرئيس جي دي فانس خلال الحملة الانتخابية.
وواجهت إدارة ترامب سلسلة من الإخفاقات الأمنية الرقمية في الأشهر الأخيرة، منها حادثة في مارس حيث أُضيف صحفي بالخطأ إلى مجموعة دردشة على تطبيق Signal clone المستخدم في الاتصالات الحكومية، والتي كانت تضم السيدة وايلز ونائب الرئيس وعدداً من المسؤولين.
وناقشت المجموعة حينها ضربة جوية محتملة في اليمن، وتم اختراق التطبيق مرتين ما كشف محتوى الرسائل وهويات المستخدمين.
ويتواصل التحقيق في اختراق جهاز السيدة وايلز، في وقت يحذر فيه الخبراء من أن تسارع قدرات الذكاء الاصطناعي قد يفتح الباب أمام موجة جديدة من حروب المعلومات، حيث لم يعد الخداع يتطلب اقتحام المباني، بل يكفي جمع البيانات واستنساخ الأصوات.