مجرم ألباني مُدان يتمكن من البقاء في بريطانيا رغم ترحيله ثلاث مرات
عرب لندن
سمح القضاء البريطاني لمجرم ألباني، سبق ترحيله ثلاث مرات بعد محاولته دخول البلاد بشكل غير قانوني، بالبقاء في المملكة المتحدة بعدما تمكن من التسلل مجددًا للمرة الرابعة.
وقضى قاضي الهجرة بعدم ترحيل إريند كوكا، البالغ من العمر 33 عامًا، رغم إدانته سابقًا بالمساعدة في زراعة القنب، حيث لم تتجاوز عقوبته السجن لمدة عام، وهو الحد الأدنى المطلوب قانونيًا لترحيل المدانين الأجانب.
ورغم طعن إيفيت كوبر، وزيرة الداخلية، التي أكدت أن وجود كوكا في المملكة المتحدة "لا يخدم الصالح العام"، أيدت المحكمة حقه في البقاء، نظرًا لأن سجله الإجرامي لم يصل إلى العتبة القانونية المطلوبة للترحيل، والتي تشترط السجن لمدة لا تقل عن 12 شهرًا.
وتعد هذه القضية أحدث مثال على نجاح مهاجرين غير شرعيين أو مجرمين مدانين أجانب في إيقاف قرارات الترحيل أو الحصول على حق البقاء في المملكة المتحدة، وهو ما كشفته صحيفة "التلغراف" في عدة تقارير سابقة.
ويواجه النظام القضائي البريطاني تراكمًا غير مسبوق في قضايا استئناف الهجرة، حيث بلغ عدد الطعون غير المحسومة 41,987 قضية، معظمها تعتمد على أسس حقوق الإنسان، ما قد يعوق جهود حكومة حزب العمال في الإسراع بترحيل المهاجرين غير الشرعيين.
ووفقًا للإحصاءات، ارتفع عدد الطعون بنسبة 24% منذ سبتمبر، وقفز بنسبة 500% مقارنة ببداية عام 2022، عندما كان العدد 7,173 فقط.
وبدأت محاولات كوكا لدخول المملكة المتحدة عبر رحلة جوية باستخدام وثائق مزورة، لكنه مُنع من الدخول وتم ترحيله إلى فنلندا.
وبعد سبعة أشهر فقط، تم ضبطه مختبئًا في مقطورة شاحنة في دونكيرك أثناء محاولته مجددًا الدخول بدون وثائق، ليتم ترحيله إلى فرنسا في اليوم التالي.
وفي سبتمبر 2018، تم العثور عليه داخل عربة تخييم في منطقة كوكيل من قبل السلطات الفرنسية، وتم منعه من دخول المملكة المتحدة مجددًا بموجب اتفاق أمني بين لندن وباريس.
لكن وفقًا لشهادته، تمكن في النهاية من التسلل داخل شاحنة في 3 أكتوبر 2019 والوصول إلى بريطانيا، حيث أدين بعد أقل من عام بإنتاج القنب وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة ثمانية أشهر.
وفي 4 فبراير 2022، قررت وزارة الداخلية ترحيل كوكا، معتبرةً أن وجوده في المملكة المتحدة "لا يخدم الصالح العام".
ورغم اعتراف وزيرة الداخلية آنذاك سويلا برافرمان بأن عقوبة السجن الصادرة بحقه أقل من الحد الأدنى المطلوب قانونيًا للترحيل، فإنها جادلت بأن جرائمه ألحقت أضرارًا جسيمة بالمجتمع.
وبعد رفض طلبه للحصول على وضع لاجئ، لجأ كوكا إلى المادة 8 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، مدعيًا أن ترحيله سينتهك حقه في الحياة الأسرية، حيث إنه لديه ابنة وشريكة في المملكة المتحدة.
وخلال جلسة استماع سابقة، اقتصرت القاضية كرياكولا ديغيرمنجي على النظر فيما إذا كان كوكا يستوفي المعايير القانونية للترحيل، ورأت أنه لم يكن متورطًا في جريمة "خطيرة بما يكفي" تستدعي الترحيل، حيث اقتصر دوره بحسب اعترافه، على "ريّ نباتات القنب مرة واحدة".
وفي الاستئناف الأخير أمام محكمة الهجرة العليا، رفض القضاة ليزلي سميث وديفيد زوكر طعن وزارة الداخلية، مؤكدين أن القاضية ديغيرمنجي لم تخطئ في تطبيق القانون، حيث اقتصرت على المسائل المطروحة أمامها دون توسيع نطاق النظر إلى جوانب أخرى.
وأشارت المحكمة إلى أنه "لو كانت القاضية قد تناولت قضايا لم تثرها وزيرة الداخلية، لكان من الممكن انتقاد قرارها".
وختم القضاة حكمهم بتأكيد أن الطعن الذي قدمته وزارة الداخلية مرفوض من جميع النواحي، وبالتالي يبقى قرار السماح لكوكا بالبقاء في المملكة المتحدة ساريًا".