عرب لندن
أظهرت بيانات جديدة صادرة عن وزارة الداخلية البريطانية انخفاضًا كبيرًا في طلبات الحصول على تأشيرات المملكة المتحدة، بنسبة بلغت 37% خلال العام المنتهي في مارس 2025، لتصل إلى 772,200 طلب، مقارنة بنحو 1.24 مليون طلب في الفترة نفسها من العام السابق.
ووفقاً لما ورد في موقع صحيفة "الإندبندنت" The Independent، يعكس هذا التراجع الحاد تأثير القواعد الجديدة الصارمة التي دخلت حيز التنفيذ مطلع عام 2024، والتي تضمنت رفع الحد الأدنى للأجور للمهاجرين المهرة إلى 38,700 جنيه إسترليني، ومنع معظم الطلاب الدوليين من اصطحاب أفراد أسرهم، باستثناء أولئك المسجلين في برامج بحثية عليا أو الحاصلين على منح حكومية.
وسجلت فئة العاملين في قطاع الصحة والرعاية الاجتماعية، وعائلاتهم، أكبر تراجع في عدد الطلبات، بانخفاض بنسبة 78%، من 359,300 طلب في 2023/2024 إلى 80,700 فقط في 2024/2025. كما تراجعت طلبات تأشيرات المعالين من طلاب التعليم العالي بنسبة 83%، فيما شهدت طلبات الطلاب الرئيسيين انخفاضًا أكثر اعتدالًا بلغ 11%.
وصرّح الدكتور بن بريندل، الباحث في مرصد الهجرة بجامعة أكسفورد، بأن "تشديد سياسات الهجرة من قبل الحكومة السابقة أدى إلى انخفاض واسع في الطلبات، لا سيما في فئات العاملين في الرعاية وأسر الطلاب"، مشيرًا إلى أن ذلك قد يكون نتيجة التوجه للحد من استغلال القطاع والتقليل من الاعتماد على العمالة الخارجية.
كما أظهرت البيانات تراجعًا في عدد المتقدمين للحصول على تأشيرات العمالة الماهرة بنسبة 16%، وانخفاضًا بنسبة 13% في طلبات إعالة أسرهم، في حين ظل التراجع في الوظائف خارج قطاع الرعاية أقل من المتوقع، ما يدل على محاولات أصحاب العمل التكيّف مع المتطلبات الجديدة بدفع رواتب أعلى أو اللجوء إلى بدائل أخرى.
ورغم هذا الانخفاض، أشار بريندل إلى أن طلبات الهجرة من الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لا تزال أعلى من مستويات ما قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو ما يعكس استمرار الضغط على نظام الهجرة البريطاني رغم الإجراءات التقييدية الأخيرة.
وتشمل فئات التأشيرات الرئيسية في المملكة المتحدة كلًا من: العمالة الماهرة، والرعاية الصحية والاجتماعية، والدراسة المكفولة، وتأشيرات العائلة، والعمل الموسمي، وبرامج تنقل الشباب.