عرب لندن
أُعطيت الموافقة على تقليد رمي الدفة الفائزة في نهر التايمز في سباق أكسفورد-كامبريدج، رغم المخاوف المتعلقة بتلوث المياه. فقد صرح وزير المياه بأن السباق لم يعد آمنًا بسبب ارتفاع مستويات مياه الصرف الصحي في النهر.
وكانت موافقة تقليد رمي الدفة قد أثارت تساؤلات حول سلامة المياه، حيث قرر المنظمون ترك الأمر لتقدير الفريق المعني لتحديد رغبته في المشاركة. وفي العام الماضي، تم تعليق هذا التقليد مؤقتًا بعد ارتفاع مستويات بكتيريا الإشريكية القولونية في النهر، مما أدى إلى إصابة بعض أعضاء فريق أكسفورد بالعدوى قبل السباق، وهو ما أشاروا إليه كأحد أسباب هزيمتهم.
وذكر موقع صحيفة "التلغراف" Telegraph أن إيما هاردي، النائبة العمالية عن كينغستون أبون هال ويست وهالتمبرايس، أعربت عن قلقها البالغ بشأن تلوث المياه في نهر التايمز. وفي تصريحاتها للصحيفة، أكدت أن "مخاوف كبيرة بشأن مياه الصرف الصحي" لا تزال مستمرة قبيل السباق السنوي الذي سيُجرى يوم الأحد، والذي أسفر عن فوز كامبريدج. وأشارت إلى أن حالة النهر "تتطلب تدخلاً عاجلاً".
السيدة هاردي، التي كانت على متن قارب الإنطلاق في بداية السباق، عبّرت عن "غضبها" عندما علمت باستمرار المخاوف بشأن تلوث المياه. وأكدت أنها مصممة على "التصرف حيال هذه القضية" لضمان استمرار هذا التقليد التاريخي وإعادة الأمان للمتسابقين والجماهير على حد سواء.
وأضافت: “لقد عانينا من قلة الاستثمار على مدار 14 عامًا، مما سمح لمياه الصرف الصحي بالتراكم على مر السنين. إصراري على التصرف ينبع من رغبتنا في الحفاظ على هذا التقليد، وأن يتمكن الناس من الاستمتاع بالنهر بأمان كما اعتادوا في السنوات السابقة.”
ومن جانبه، أكدت السيدة هاردي أن الحكومة "ملتزمة تمامًا" بتنظيف نهر التايمز وجعل البيئة مهيأة للسباقات المستقبلية. وأشارت إلى أن خطط حزب العمال لتحسين المجاري المائية في بريطانيا تتضمن إجراءات جديدة من شأنها محاسبة مسؤولي شركات المياه قانونيًا في حال ارتكابهم مخالفات تتعلق بتسريب مياه الصرف الصحي.
لكن من المتوقع أن يتحمل المواطنون العبء الأكبر من تكاليف إصلاح البنية التحتية القديمة للمجاري المائية، إذ تأثرت الأسر في إنجلترا وويلز بزيادة كبيرة في فواتير المياه، والتي شهدت أكبر زيادة منذ ما يقرب من أربعة عقود. في يناير الماضي، أكدت هيئة المياه البريطانية أن فواتير المياه السنوية سترتفع بمقدار 123 جنيهًا إسترلينيًا، مما يجعل المعدل السنوي الجديد يصل إلى 603 جنيهات إسترلينية.
وأوضحت هاردي أن الحكومة قامت بتمرير قانون المياه الجديد الذي يجرم تلويث المياه من قبل أصحاب العمل، وينص على عقوبات بالسجن لمدة تصل إلى عامين للمخالفين. وتحدثت عن مشروع نفق المد والجزر في لندن الذي سيتم تشغيله قريبًا، والذي يُتوقع أن يقلل من تصريف مياه الصرف الصحي في النهر بنسبة تصل إلى 95%.
وأكدت قائلة: "نحن ملتزمون تمامًا بتنظيف نهر التايمز وتحسين سباق القوارب، لأننا نريد أن يستمر لسنوات عديدة، وأن يظل مصدر سعادة للأسر والأطفال المخلصين."
وفي السياق ذاته، أعلنت مجموعة "ريفر أكشن" المعنية بحماية البيئة أنها بدأت في اختبار مستويات الإشريكية القولونية في نهر التايمز الشهر الماضي، مشيرة إلى أن 29.5% من النتائج التي تم الحصول عليها تجاوزت الحدود الآمنة.