عرب لندن 

اتهم الصحفي الشهير تريفور كافانا، المحرر السياسي السابق في صحيفة "ذا صن"، رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بإساءة استخدام سلطته خلال توليه منصب مدير هيئة الادعاء الملكية (CPS)، عبر إطلاق تحقيق قال إنه كان يهدف إلى تخويف وإسكات الصحفيين، خدمةً لحزب العمال.

وحسب ما ذكرته صحيفة التليغراف "Telegraph" يعود أصل الاتهامات إلى عام 2011، حين أطلق ستارمر عملية "إلفيدن" أثناء رئاسته للادعاء العام، وهي تحقيق جنائي استهدف صحفيين يُشتبه بتقديمهم مدفوعات لمسؤولين حكوميين مقابل تسريبات. 

وقد طالت العملية عددًا من صحفيي صحيفة "ذا صن"، وبلغت كلفتها نحو 33 مليون جنيه إسترليني، لكن جميع الصحفيين المتهمين بُرئوا لاحقًا من ارتكاب أي مخالفات.

وفي مقال قدمه لاتحاد حرية التعبير، قال كافانا إن التحقيق لم يكن إلا ردًا انتقاميًا على قرار "ذا صن" سحب دعمها لحكومة حزب العمال بزعامة جوردون براون في عام 2009.

وأضاف أن ستارمر "لا يمكنه التنصل من مسؤوليته عن إطلاق تحقيق هدفه قمع حرية الصحافة، رغم ادعائه مؤخرًا أن الصحافة الحرة هي شريان الحياة للديمقراطية".

وأشار كافانا إلى أن عشرات الصحفيين خضعوا لتحقيقات مطولة، بعضهم خضع لمداهمات منزلية واحتُجز لسنوات بكفالات، ووجهت إليهم تهم بموجب قانون يعود للقرن الرابع عشر يتعلق بـ"التآمر على ارتكاب سوء سلوك في المنصب العام".

وعلّق قائلًا: "في مشهد يذكّر بدولة بوليسية، تم اعتقال صحفيين لمجرد نشرهم قصصًا حقيقية ذات أهمية عامة".

ومن بين هؤلاء الصحفيين، كان جون كاي، كبير المراسلين في الصحيفة والحائز على جوائز عدة، والذي نُشرت له تقارير تكشف، على سبيل المثال، أن الجنود البريطانيين كانوا يضطرون لدفع ثمن معداتهم بأنفسهم. وأكد كافانا أن هذه المعلومات كانت "بوضوح في مصلحة الجمهور".

ورغم تبرئة جميع الصحفيين لاحقًا، إلا أن كافانا أشار إلى أن العديد منهم عانى من آثار نفسية واجتماعية شديدة، مثل الطلاق، الإدمان، ومحاولات الانتحار. وقال: "الذي أنقذ حق الصحافة في قول الحقيقة للسلطة هو فقط نظام القضاء البريطاني، وهيئة المحلفين، وحكمة القاضي الأعلى، اللورد توماس".

وفي ختام مقاله، اعتبر كافانا أن الأحكام بالبراءة تمثل "إدانة صارخة للشرطة، وهيئة الادعاء، ودور كير ستارمر نفسه، الذي لم يكن، بحسب رأيه، مدعيًا عامًا محايدًا كما يدّعي". وأضاف: "ذا صن كانت مستهدفة بشكل خاص في عمل انتقامي سياسي. أرى أن ستارمر استغل منصبه في اضطهاد صحفيين أبرياء".

يُذكر أن كير ستارمر شغل منصب مدير هيئة الادعاء الملكية من 2008 حتى 2013، وغادر منصبه قبل انتهاء التحقيق في قضية "إلفيدن" بثلاث سنوات.

 

 

السابق تقرير: 200 ألف طفل بلا مأوى ثابت في إنجلترا بحلول 2029!
التالي موجز أخبار بريطانيا من موقع ومنصة عرب لندن الثلاثاء:  29 أبريل / نيسان 2025