عرب لندن
حذّرت دراسة حديثة من أن فطرًا قاتلًا قد ينتشر في مناطق جديدة من أوروبا وشمال آسيا وأمريكا نتيجة تغيّر المناخ، مما يهدد صحة ملايين الأشخاص حول العالم، وسط توقعات بأن تُسهم العدوى الفطرية في ارتفاع معدلات الوفيات عالميًا خلال العقود المقبلة.
ووفقًا للدراسة التي شارك في إعدادها باحثون من مؤسسة "ويلكوم ترست" بجامعة مانشستر، فإن فطرالرشاشيات (Aspergillus)، وهو نوع من العفن يُمكن أن يسبب أمراضًا تنفسية خطيرة مثل داء الرشاشيات، بات يشكل خطرًا متزايدًا مع ارتفاع درجات الحرارة التي تُوفر بيئة مثالية لتكاثره.
وصرّح الباحث نورمان فان راين لصحيفة “فاينانشال تايمز” Financial Times بأن العالم يقترب من "نقطة تحوّل" في انتشار مسبّبات الأمراض الفطرية، محذرًا من تحولات قارية في توزيع هذه الأنواع، ما قد يؤدي إلى زيادة في عدد الإصابات والوفيات، خاصةً في صفوف من يعانون من ضعف المناعة أو أمراض مزمنة كالرّبو والتليّف الكيسي.
وذكرت الدراسة أن فطر الرشاشيات الدخناء (Aspergillus fumigatus)، وهو أحد أكثر الأنواع المسببة للعدوى الفطرية، قد ينتشر على مساحة تزيد بنسبة 77% من الأراضي بحلول عام 2100، بسبب استمرار الاعتماد على الوقود الأحفوري. وقد يُعرض ذلك نحو تسعة ملايين شخص في أوروبا للإصابة، بحسب التقديرات.
ورغم أن بعض أنواع هذا الفطر تُستخدم صناعيًا في إنتاج صلصة الصويا والساكي، فإن استنشاق أبواغه يُمكن أن يكون قاتلًا لفئات محددة. وتتميّز هذه الأبواغ بقدرتها على النمو داخل أجسام البشر، إذ تزدهر في درجات حرارة مماثلة لحرارة الجسم، وخاصة في بيئات مثل السماد العضوي.
من جانبها، أوضحت البروفيسورة إيلين بيغنيل، المديرة المشاركة لمركز MRC لعلم الفطريات الطبية في جامعة إكستر، أن خصائص فطر الرشاشيات البيئية مكنته من التكيّف مع الرئتين البشرية. ولفتت إلى أن التغيّر المناخي قد يكون عاملًا رئيسًا في تسارع هذا التكيّف البيولوجي الخطير.
كما حذّرت الدراسة من فطر آخر هو Aspergillus flavus، الذي يصيب المحاصيل الزراعية وقد ينتشر بنسبة 16% إضافية في مناطق شمال الصين وروسيا والدول الاسكندنافية وألاسكا مع حلول عام 2100، مما يُهدد الأمن الغذائي ويُخلّ بالتوازن البيئي في عدة مناطق.
وقال البروفيسور داريوس أرمسترونغ جيمس، خبير الأمراض الفطرية في إمبريال كوليدج لندن، إن الفطريات تُشكّل "تهديدًا حقيقيًا على صحة الإنسان وعلى الأمن الغذائي العالمي"، مشددًا على أهمية التحرك السريع للتعامل مع هذا الخطر المتزايد.