بريطانيا تطلق مشروعًا رائدًا لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالأمراض

 عرب لندن

أطلقت بريطانيا مشروعًا يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات ملايين المرضى بهدف التنبؤ بالأمراض قبل وقوعها. ويعتمد المشروع على نموذج يُدعى "Foresight"، يُدرَّب على بيانات صحية مجهولة الهوية تخص 57 مليون شخص من هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) في إنجلترا.

يقود المشروع باحثون من "يونيفرسيتي كوليدج لندن" و"كينغز كوليدج لندن"، ويهدف إلى رصد الأنماط الصحية التي تؤدي إلى التدهور أو دخول المستشفيات، ما يسمح بالتنبؤ بالمخاطر الصحية مثل الأزمات القلبية، والتدخل المبكر للوقاية منها.

وحسب ما ذكرته صحيفة التليغراف "Telegraph" قال الدكتور كريس توملينسون، الباحث الرئيسي من UCL، "إن النموذج يمثل نقلة مهمة نحو رعاية صحية وقائية"، وأضاف:

“إذا أردنا أن يكون الذكاء الاصطناعي مفيدًا لجميع المرضى، يجب أن يُدرَّب على بيانات متنوعة وشاملة. Foresight يمنحنا نافذة للتدخل قبل حدوث المرض، من خلال التنبؤ بمساراته.”

ويعمل النموذج بطريقة مشابهة للنماذج اللغوية مثل ChatGPT، لكنه يُستخدم لتوقع الحالات الصحية المستقبلية بدلًا من الكلمات. ويمكنه، مثلًا، رصد احتمالات دخول المستشفى واقتراح تدخلات مخصصة، كتحسين أدوية ضغط الدم لتقليل خطر السكتات الدماغية.

ويُدرَّب Foresight باستخدام بيانات واقعية من نظام NHS، تشمل زيارات المستشفيات والطوارئ ومعدلات التطعيم. وقد استخدم سابقًا بيانات محدودة خلال جائحة كوفيد-19، لكنه يُطوَّر حاليًا على نطاق أوسع.

وأشاد وزير الصحة البريطاني، ويس ستريتينغ، بالمشروع قائلًا: "نستخدم الذكاء الاصطناعي لتحويل نظامنا الصحي ليصبح أسرع وأكثر ذكاءً، مع ضمان حماية بيانات المرضى من خلال معايير أمان صارمة."

ويُنفذ المشروع ضمن "بيئة بيانات آمنة" تديرها NHS England، حيث تُستخدم بيانات مجهولة الهوية تضمن خصوصية الأفراد. وأكد وزير العلوم، بيتر كايل، أن "التركيز على الخصوصية والأمان يضمن بقاء البيانات في أيدٍ أمينة."

وتعزز هذه الخطوة نتائج دراسة نُشرت في مارس 2024 بمجلة The Lancet Digital Health، أظهرت أن Foresight يستطيع التنبؤ بالحالات الصحية المستقبلية بدقة عالية. وقال البروفيسور ريتشارد دوبسون، الباحث المشارك في المشروع: "نقل هذه التقنية إلى مستوى وطني خطوة مثيرة، وقد تُحدث تحولًا كبيرًا في الخدمات الصحية في أنحاء البلاد."