عرب لندن
قد تستمر أزمة جمع النفايات في برمنغهام حتى نهاية العام، بعدما صوّت 97% من عمال النظافة المنضوين تحت نقابة "يونايت" لاستمرار الإضراب المفتوح، في اقتراع شارك فيه 75% من الأعضاء.
وحسب ما ذكرته شبكة بي بي سي "BBC" بدأ الإضراب بشكل متقطع في يناير، قبل أن يتحول إلى إضراب شامل منذ مارس، احتجاجاً على قرارات المجلس البلدي بشأن الوظائف والأجور. وبموجب قانون العمل البريطاني، يجب على النقابات إعادة التصويت كل ستة أشهر لمواصلة الإضراب، ما يتيح الآن الاستمرار قانونياً حتى ديسمبر.
وقالت شارون غراهام، الأمينة العامة للنقابة: "على مجلس برمنغهام الدخول في مفاوضات جدية وتقديم عرض مقبول، فالإضرابات ستستمر حتى تحقيق ذلك". وأضافت أن المجلس تأخر في تقديم عرض مكتوب جاء غير متوافق مع النقاشات السابقة.
من جهته، أكد مجلس المدينة الذي تديره حزب العمال أنه قدم عرضاً "عادلاً ومعقولاً"، وأنه ملتزم بحل النزاع. وطالب النقابة بعرض هذا العرض على أعضائها، مشيراً إلى ضرورة إعادة تنظيم خدمة جمع النفايات لتلبية توقعات المواطنين.
الأزمة نشأت بعد قرار إلغاء وظائف "ضباط جمع وتدوير النفايات"، وتفاقمت مع محاولة المجلس تعيين عمال مؤقتين خلال الإضراب، ما اعتبرته النقابة محاولة لتقويض الاحتجاجات. وأوضحت النقابة أن نحو 170 عاملاً معرضون لخسائر مالية كبيرة، بينما قال المجلس إن العدد أقل مع توفير حماية مؤقتة للرواتب.
كما شملت الخلافات رواتب سائقي شاحنات القمامة، حيث تخشى النقابة انخفاضها من 40 ألف إلى 32 ألف جنيه، بينما يؤكد المجلس أن ذلك جزء من تقييم عادل ومتوافق مع قوانين المساواة في الأجور.
تأتي الأزمة في سياق تبعات دعاوى قضائية مرتفعة التكلفة على المجلس بسبب مطالبات المساواة في الأجور، والتي كلفته أكثر من مليار جنيه وأسهمت في إفلاسه عام 2023.
أدى الإضراب إلى تراكم النفايات في الشوارع، مما أثار مخاوف صحية، وخلق طوابير طويلة في مراكز تجميع النفايات المؤقتة.
وتستمر الإضرابات خمسة أيام في الأسبوع، دون علامات واضحة على قرب تسوية. وأكدت هيئة "أكاس" الوسيطة استعدادها لدعم المحادثات المقبلة، مشيرة إلى صعوبة النزاعات الصناعية وحاجة الطرفين لإيجاد أرضية مشتركة.
بينما لا يضمن التصويت استمرار الإضراب حتى ديسمبر، فإنه يمنح النقابة قوة تفاوضية كبيرة في المفاوضات المقبلة.