أمام أنظار الشرطة الفرنسية.. عائلة مهاجرة توشك على الغرق أثناء محاولتها العبور إلى بريطانيا
عرب لندن
في مشهد صادم يجسّد فشل الجهود الفرنسية البريطانية في التصدي للهجرة غير النظامية عبر القنال الإنجليزي، وقفت عشرة عناصر من الشرطة الفرنسية على شاطئ غرافلين تراقب بصمت عائلة مهاجرة — أب وأم وأطفالهما — تكافح وسط الأمواج للوصول إلى قارب مطاطي متجه إلى بريطانيا، دون أي محاولة للإنقاذ.
وحسب ما ذكرته صحيفة ذا صن “The Sun” أحد الضباط، عندما سُئل عن سبب عدم التدخل رغم وضوح الخطر، اكتفى بالقول: "الأمر صعب."
وكانت العائلة، التي يُرجح أنها من إريتريا، ضمن مجموعة من طالبي اللجوء الذين اندفعوا فجراً من الكثبان الرملية نحو القارب، الذي أُطلق قبل الساعة الخامسة صباحاً. ورغم محاولة اللحاق به، أعاقتهم التيارات القوية، ليعودوا بصمت إلى الشاطئ. أحد الأطفال، يُعتقد أن عمره لا يتجاوز الثامنة، قال بعد لحظات من الإنهاك: "نعم"، عندما سُئل إن كانوا سيحاولون مجددًا.
القارب كان مكتظاً، وبلغت تكلفة الرحلة على متنه نحو 1,200 جنيه إسترليني للفرد. وبحسب شهود، ظهر المشهد فوضويًا وخطيرًا: رجال يسبحون بالكاد، وأطفال ممسكين بذويهم وسط الأمواج، بينما الشرطة تراقب باستخدام المناظير. أحد الضباط كان يصوّر بهاتفه، وآخر يدخن سيجارة إلكترونية، بينما وقف آخرون يتحدثون بعيدًا
وفي لحظة حرجة، قفز أحد المهربين من القارب وعاد إلى الشاطئ، تاركاً الركاب في عرض البحر. المهرب اقتاد من فاتهم الصعود إلى معسكرهم المؤقت، بينما كانت الشرطة قد انسحبت من الموقع.
في مكان آخر على الساحل، أُطلق قارب مطاطي آخر، تتبعه سفينة حربية فرنسية، ما رفع العدد الإجمالي للمهاجرين في القاربين إلى نحو 150 شخصًا. ولاحقاً، التُقطت صور في دوفر لمهاجرين يرتدون سترات نجاة بعد اعتراض قاربهم من قبل خفر السواحل البريطاني.
عبور قياسي رغم الاتفاقيات
حتى الآن، تجاوز عدد العابرين للقنال في 2025 حاجز 15 ألف شخص، وهو رقم يفوق ما سُجِّل في النصف الأول من العام الماضي (13,489). وسُجّلت 10 حالات وفاة على الأقل في صفوف المهاجرين هذا العام.
ويأتي ذلك رغم اتفاق بريطاني مع فرنسا بقيمة 476 مليون جنيه إسترليني بهدف منع العبور من السواحل الفرنسية. لكن الشرطة الفرنسية ترفض التدخل بمجرد دخول القوارب إلى المياه، بدعوى أن ذلك “يشكل خطراً على الأرواح.”
وفجرت الحادثة موجة انتقادات، أبرزها موجهة لرئيس نقابة الشرطة الفرنسية، فابيان فانهميلريك، الذي وصف المهاجرين سابقاً بـ"الحثالة" و"المزعجين"، وفي الوقت ذاته يقود حملة لمنع الضباط من التدخل.
وفي بريطانيا، قال كريس فيلب، وزير الداخلية في حكومة الظل: “2025 هو الأسوأ في تاريخ عبور القنال حتى الآن. بينما تحقق العصابات أرباحًا طائلة، تقف حكومة حزب العمال تردد شعارات فارغة.”
بدورها، قالت وزارة الداخلية البريطانية إنها أعادت 30 ألف شخص لا يملكون حق البقاء، وزادت اعتقالات العمالة غير القانونية بنسبة 42%، مشيرة إلى أنها أحبطت أكثر من 10 ألف محاولة عبور هذا العام.
لكنها أقرت بفشل خطة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، إذ لم تؤدِ إلى ترحيل أي شخص، رغم أن تكلفتها وصلت إلى 700 مليون جنيه إسترليني من أموال دافعي الضرائب.