عرب لندن

دعا السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة، حسام زملط، الحكومة البريطانية إلى الاعتراف الفوري بدولة فلسطين، مؤكدًا أن اللحظة الراهنة تمثل فرصة تاريخية أمام لندن للانضمام إلى الغالبية الدولية وإنهاء سياسة "الإنكار والتواطؤ".

وحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان “The Guardian” جاءت تصريحاته بالتزامن مع قرب انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة حول حل الدولتين، حيث شدد زملط على أن الاعتراف لا يُعد مكافأة أو عقوبة، بل "تأكيدًا على الحق غير القابل للتصرف للشعب الفلسطيني في تقرير المصير والسيادة".

وحذر زملط من أن العالم سيحاسَب على صمته أمام محاولات "محو الوجود الفلسطيني"، متهمًا إسرائيل بفرض واقع من الاحتلال العسكري الدائم، مدعومًا بسياسات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، كما يحدث في غزة والضفة الغربية. 

وقال إن "التطهير العرقي" أصبح جليًا في الحرب على غزة، حيث الأحياء مدمرة، والمجاعات تُستخدم كسلاح، وآلاف القتلى والمفقودين، بينما تتواصل عمليات التهجير وهدم القرى في الضفة لإقامة مستوطنات جديدة بأوامر من وزراء إسرائيليين يتبنون مواقف عنصرية علنية.

وأضاف أن إسرائيل ماضية في رفضها لأي حل سياسي، مستشهدًا بتصويت الكنيست ضد إقامة دولة فلسطينية غرب نهر الأردن، وإعلانها بناء 22 مستوطنة جديدة. واعتبر أن عدم الاعتراف بفلسطين لم يعد حيادًا، بل انحيازًا للاحتلال والفصل العنصري.

وأشار السفير إلى أن بريطانيا تمتلك الآن الظروف السياسية الملائمة للاعتراف، خاصة في ظل تعهد حزب العمال بذلك خلال حملته الانتخابية، ودعم البرلمان والرأي العام البريطاني.

كما نوّه إلى أن 147 دولة عضوًا في الأمم المتحدة، من بينها إسبانيا، إيرلندا، النرويج وسلوفينيا، سبقت بريطانيا إلى هذه الخطوة، فيما يواصل الشركاء الإقليميون الدعوة لتأسيس دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

وانتقد زملط اقتصار العقوبات البريطانية على وزيرين إسرائيليين فقط، معتبرًا أن "جذر المشكلة لا يكمن في متطرفين أفراد، بل في منظومة كاملة تسعى لتغيير ديمغرافي وجغرافي قسري". ودعا إلى فرض حظر شامل على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، بالتوازي مع الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مؤكدًا أن "أحد الأمرين لا يغني عن الآخر".

وفي ختام مقالة كتبها زملط ونُشرت في صحيفة الغارديان، استذكر ما قاله رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون عن وعد بلفور بوصفه "عملًا غير مكتمل"، مضيفًا: "مر أكثر من قرن دون تحقيق الوعد بقيام دولة فلسطينية. لقد حان الوقت لإنهاء هذا الفصل".

وختم بالقول: "السلام الحقيقي لا يتحقق بين محتل ومحتل، بل بين طرفين متساويين في الحقوق. وهذه لحظة تتطلب شجاعة سياسية وبصيرة أخلاقية. على بريطانيا أن تتحرك الآن".
 

السابق ستارمر يحث على التهدئة بعد الضربات الإسرائيلية لإيران ويحذر من التصعيد
التالي موجة حر شديدة تضرب بريطانيا نهاية يونيو: درجات الحرارة قد تتجاوز 33 درجة مئوية