عرب لندن
تواجه الحكومة البريطانية تحذيرات من موجة متوقعة من عبور المهاجرين غير النظاميين عبر القنال الإنجليزي، مدفوعة بظروف جوية مواتية، وسط تصاعد الانتقادات لأداء السلطات في ضبط الحدود.
وبحسب مكتب الأرصاد البريطاني، فإن جنوب شرق إنجلترا سيشهد طقسًا دافئًا وهادئًا خلال الأسبوع الحالي، مع درجات حرارة تصل إلى 29 درجة مئوية في لندن، وسرعة رياح منخفضة تصل إلى 4 أميال في الساعة على السواحل، وهي ظروف تعتبر مثالية لعمليات العبور البحري.
وحسب ما ذكرته صحيفة التليغراف "Telegraph" أظهرت بيانات وزارة الداخلية أن عدد "أيام العبور المحتمل" – التي تتوفر فيها ظروف مواتية للإبحار – بلغ 190 يومًا في الفترة من أبريل 2024 إلى أبريل 2025، بزيادة 80% عن العام السابق. ويُتوقع، وفقًا للدكتور ريتشارد وود، أن يصل عدد المهاجرين هذا العام إلى نحو 46 ألفًا، ما يجعله من بين أعلى الأرقام المسجلة، متجاوزًا أرقام 2024 ومقاربًا لرقم 2022 القياسي.
في السياق السياسي، قال وزير الداخلية في حكومة الظل، كريس فيلب، إن "الحكومة فقدت السيطرة على الحدود، وهذا العام هو الأسوأ في تاريخ عبور المهاجرين غير الشرعيين". وانتقد أداء السلطات الفرنسية رغم الدعم المالي البريطاني، مطالبًا بتجميد اتفاق الصيد مع الاتحاد الأوروبي حتى تُوقف عمليات التهريب.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء كير ستارمر عزمه مناقشة الملف مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال قمة مجموعة السبع في كندا، مشيرًا إلى تحسن مستوى التعاون مع السلطات الفرنسية، لكنه شدد على ضرورة تكثيف الجهود في شمال فرنسا. وقال: "لا ينبغي لأحد أن يخاطر بهذه الرحلة، وسنعمل على الحد منها بكل حزم".
وفي ما يخص الطقس، توقعت الأرصاد استمرار الأجواء الجافة والمشمسة في معظم أنحاء البلاد حتى نهاية يونيو، مع احتمال موجات حر في الجنوب الشرقي، بينما تبقى درجات الحرارة قريبة من المعدلات في الشمال، لترتفع مجددًا في يوليو.
الظروف الجوية المواتية، إلى جانب محدودية الردع على الجانب الفرنسي، تثير مخاوف من ارتفاع كبير في عدد القوارب التي تعبر القنال خلال الأسابيع المقبلة، مما يضع الحكومة أمام تحدٍ متجدد في ملف الهجرة غير النظامية.