عرب لندن
اتهم جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) يوم الخميس المخابرات البريطانية باستخدام المجلس الثقافي البريطاني كغطاء لتنفيذ أنشطة تهدف إلى تقويض استقرار روسيا، معلنًا عن تحديد معلمين في جامعات روسية كبرى تعاونوا مع المؤسسة التي تتخذ من لندن مقرًا لها.
وتصاعدت هذه الاتهامات وسط توترات متزايدة بين موسكو والغرب، وذلك بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وفي الوقت نفسه، بدأت تظهر بوادر محدودة على احتمال حدوث تقارب بين روسيا والولايات المتحدة. غير أن السلطات الروسية لا تزال تصنف بريطانيا كـ"العدو الأول"، بحسب تصريحات المسؤولين.
ووفقًا لوكالة أنباء رويترز، أعلن المجلس الثقافي البريطاني، المعروف كـ"المنظمة الدولية البريطانية للعلاقات الثقافية والفرص التعليمية"، في عام 2018 أنه قد تم إبلاغه بوقف عملياته في روسيا. ولم يصدر تعليق فوري من المجلس الثقافي البريطاني بشأن الاتهامات، كما لم ترد المخابرات البريطانية على طلبات للتعليق.
وفي بيان رسمي، قال جهاز الأمن الفيدرالي الروسي إنه تم تحديد أكاديميين من جامعات رائدة في أربع مناطق روسية شاركوا في تعاون مع المجلس الثقافي البريطاني "على حساب أمن الاتحاد الروسي"، بحسب تعبيره. وأضاف أن لندن استخدمت المؤسسة الثقافية في محاولات "لطمس الهوية الروسية وبناء شبكة عالمية من عملاء النفوذ".
وأكد الجهاز أنه تم توجيه تحذيرات رسمية إلى 15 مواطنًا روسيًا بسبب علاقاتهم مع المجلس، داعيًا حلفاء موسكو إلى حظر أنشطة المؤسسة، ومحذرًا المواطنين الروس من التعامل معها.
يُذكر أن المجلس الثقافي البريطاني، الذي تأسس عام 1934 تحت اسم "اللجنة البريطانية للعلاقات مع الدول الأخرى"، لعب دورًا تاريخيًا في نشر "القوة الناعمة" البريطانية، خاصة في مواجهة المد الفاشي والشيوعي خلال ثلاثينيات القرن الماضي.
وتأتي هذه التطورات في سياق أوسع من تشديد موسكو قبضتها على مؤسسات التعليم والمجتمع المدني، في ظل اتهامات المعارضة الروسية التي تعيش بمعظمها في المنفى للرئيس فلاديمير بوتين ببناء نظام أكثر استبدادًا وقمعًا داخليًا، بينما تواصل روسيا مواجهتها مع الغرب بشأن أوكرانيا.