عرب لندن
حثت الإدارة الأميركية رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على وقف مشروع بناء مجمّع دبلوماسي صيني جديد في قلب لندن، وسط تصاعد المخاوف من تداعيات أمنية وتجسسية محتملة.
و وفقًا لما نقلته صحيفة “صنداي تايمز” The Times، عبّر البيت الأبيض عن قلقه من إقامة "سفارة صينية عملاقة" في موقع دار سك العملة الملكية السابق في إيست سميثفيلد، والذي يقع على مقربة من أحياء المال والأعمال مثل مدينة لندن وكناري وارف، إضافة إلى وجود ثلاثة مراكز بيانات حيوية في الجوار.
و أشار مسؤول أميركي رفيع للصحيفة إلى أن "الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء منح الصين إمكانية الوصول إلى البنية التحتية الحيوية لأحد أقرب حلفائنا"، مضيفًا أن المشروع قد يؤثر على تبادل المعلومات الاستخباراتية بين واشنطن ولندن.
وكانت الحكومة البريطانية قد جمّدت المشروع في وقت سابق استجابة لضغوط من سكان محليين ونشطاء حقوقيين ومسؤولين سياسيين، غير أن الخطط أعيد تفعيلها لاحقًا، حيث أُبلغت أنجيلا راينر، نائبة زعيم حزب العمال، بالتفاصيل العام الماضي، ومن المتوقع أن تتخذ الحكومة قرارًا نهائيًا بشأن المشروع قريبًا.
و ذكرت تقارير أن الرئيس الصيني شي جين بينغ مارس ضغوطًا مباشرة على رئاسة الوزراء البريطانية لدفع المشروع قُدمًا، كما ناقش وزير الخارجية الصيني وانغ يي المسألة مع نظيره البريطاني ديفيد لامي خلال زيارة رسمية للعاصمة العام الماضي.
ويحذر خبراء أمنيون من أن قرب الموقع من كابلات اتصالات ومحاور بيانات مركزية قد يفتح الباب أمام أنشطة تجسسية أو هجمات إلكترونية تستهدف البنية التحتية البريطانية.
في السياق ذاته، نقلت صحيفة ميل أون صنداي أن الإدارة الأميركية كانت قد حذّرت الحكومة البريطانية من المضي في المشروع، وربطت بينه وبين مستقبل المفاوضات التجارية بين البلدين. ووفقًا للمصدر، طلبت واشنطن "إغلاقًا كاملاً للصين" ضمن شروطها لتأمين اتفاق تجاري مع المملكة المتحدة، بهدف تقليل أي تهديدات محتملة للأمن القومي الأميركي.