عرب لندن
يواجه الأطفال في بريطانيا احتمال فرض قيود صارمة على استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي، تتضمن حظر تجول يبدأ من الساعة العاشرة مساءً وحدًا أقصى لمدة ساعتين يوميًا لكل تطبيق، في إطار جهود الحكومة للحد من الإدمان الرقمي وحماية صحة الأطفال النفسية.
ويأتي ذلك بعدما أعلن وزير التكنولوجيا بيتر كايل أنه يدرس طبيعة الإدمان المرتبطة ببعض التطبيقات والهواتف الذكية، مشيرًا إلى ضرورة إيجاد حلول لكسر أنماط السلوكيات الضارة وتعزيز استخدام أكثر صحة للتكنولوجيا. وقال كايل خلال ظهوره في برنامج "الأحد مع لورا كوينسبيرغ" على قناة بي بي سي إنه يركز على تحقيق التوازن بين حماية المستخدمين وتشجيع التواصل الإيجابي عبر الإنترنت.
وتشمل التدابير المقترحة فرض سقف زمني لاستخدام التطبيقات بساعتين لكل تطبيق، بالإضافة إلى حظر تجول رقمي يبدأ عند العاشرة مساءً، بهدف تقليل الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات، وخاصة في أوقات متأخرة من الليل.
وجاءت هذه الخطوة في أعقاب تحذير إيان راسل، والد الفتاة مولي راسل التي انتحرت في الرابعة عشرة من عمرها بعد تعرضها لمحتوى ضار على الإنترنت، حيث قال: "كل يوم تتأخر فيه الحكومة في سن قوانين أكثر صرامة، يؤدي ذلك إلى فقدان المزيد من الأرواح الشابة وتضررها بسبب ضعف التنظيم وتقاعس شركات التكنولوجيا الكبرى."
وكانت صحيفتا "صنداي بيبول" و"ميرور" قد أفادتا بأن هذه الإجراءات قيد الدراسة من قبل الوزراء، وسط ضغوط متزايدة لمكافحة الآثار السلبية لمنصات التواصل الاجتماعي على الأطفال.
وأوضح كايل أنه لا يستطيع الحديث علنًا عن تفاصيل نهج حزب العمال الحالي بسبب التشريعات القائمة التي لا تزال قيد الإقرار، لكنه أكد أن قانون السلامة على الإنترنت، المتوقع تفعيله هذا العام، سيُلزم منصات التكنولوجيا باتباع قواعد صارمة تضعها هيئة الاتصالات "Ofcom" لحماية المستخدمين، خاصة الأطفال.
وتشمل العقوبات المحتملة فرض غرامات مالية ضخمة وحجب المواقع التي لا تلتزم بالقواعد، إلا أن بعض المنتقدين يرون أن النظام يسمح لشركات التكنولوجيا بمساحة كبيرة لتنظيم نفسها، ما يثير مخاوف بشأن فعالية هذه القوانين في الحد من المحتوى الضار.