عرب لندن
دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد، بعد الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت منشآت مرتبطة ببرنامج إيران النووي، مما أثار مخاوف من اندلاع صراع واسع في المنطقة.
وقال ستارمر في تصريح رسمي: “التقارير المتعلقة بهذه الضربات مقلقة للغاية، ونحث جميع الأطراف على التراجع وخفض التوتر بشكل عاجل. التصعيد لا يخدم أحدًا في المنطقة، ويجب أن يكون الاستقرار في الشرق الأوسط على رأس الأولويات”.
وأكد أن “الوقت الآن هو لضبط النفس، والهدوء، والعودة إلى المسار الدبلوماسي”، مشيرًا إلى استمرار التواصل مع الحلفاء لاحتواء الموقف.
ويأتي ذلك في ظل تحذيرات أطلقها المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي من “عقاب شديد”، وتقارير عن رد إيراني بطائرات مسيّرة، ما زاد من احتمالات تصعيد عسكري واسع.
ومن المقرر أن تعقد الحكومة البريطانية اجتماعًا طارئًا للجنة “كوبرا” في وقت لاحق اليوم، لبحث سبل الرد والتعامل مع التطورات المتسارعة. كما ألغى وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي زيارة كانت مقررة إلى واشنطن للقاء نظيره الأمريكي ماركو روبيو، في إشارة إلى خطورة الوضع.
وأكدت مصادر رسمية أن بريطانيا لم تشارك في الضربة الإسرائيلية، لكنها تتابع الوضع عن كثب. وأوضح ستارمر أنه ناقش صباح الجمعة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، الموقف المشترك، حيث شدد القادة الثلاثة على ضرورة تجنب التصعيد ودعم الحلول الدبلوماسية.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية: “ناقش القادة القلق العميق إزاء البرنامج النووي الإيراني، وأكدوا على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنهم اتفقوا على أن الحل الدبلوماسي، وليس العسكري، هو الطريق الأمثل”.
وعند سؤاله عن دور بريطانيا في المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران، أكد المتحدث أن “برنامج إيران النووي أصبح أكثر تقدمًا من أي وقت مضى، وهو يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الدولي”، مشددًا على التمسك بالحلول السلمية، مع الاستعداد لتفعيل آلية “سناب باك” لإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران، إذا لزم الأمر.
وفي موقف لافت، رفضت زعيمة حزب المحافظين كيمي بادينوك إدانة الضربات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن “إيران تمثل تهديدًا للمملكة المتحدة”، وسبق أن حاولت تنفيذ “هجمات إرهابية على الأراضي البريطانية”. وأضافت: “إذا كانت إسرائيل تمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، فلا يجب إدانتها”، مطالبة بزيادة الإنفاق الدفاعي وتعزيز أمن الطاقة الوطني.
من جانبه، كتب وزير الخارجية لامي عبر منصة X: “أي تصعيد إضافي يمثل تهديدًا خطيرًا للسلام والاستقرار. هذه لحظة خطيرة، وندعو جميع الأطراف لضبط النفس”.
أما السيناتور الأمريكي ماركو روبيو فأكد في منشور له أن “الولايات المتحدة لم تشارك في الضربات”، مشيرًا إلى أن “إسرائيل تصرفت بشكل أحادي”، وأن “أولوية واشنطن هي حماية قواتها المنتشرة في المنطقة”.
وتُعد هذه الضربة، بحسب خبراء، الأخطر التي تتعرض لها إيران منذ الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينات، وقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن “إسرائيل استهدفت قلب برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني”، وأن العملية ستتواصل “ما دام هناك تهديد يجب القضاء عليه”.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الضربة أسفرت عن مقتل شخصيات رفيعة من الحرس الثوري، من بينهم قائد الحرس الجنرال حسين سلامي، ورئيس هيئة الأركان الجنرال محمد باقري، رغم عدم تأكيد رسمي حتى اللحظة.
ودعا زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار إد ديفي الحكومة البريطانية إلى التحرك بفعالية دبلوماسية، قائلًا: “الشعوب حول العالم تخشى من اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط. على بريطانيا أن تقود جهودًا دبلوماسية جادة لاحتواء الطموحات النووية الإيرانية، وتفادي الانزلاق إلى الحرب”