عرب لندن

تتابع بريطانيا عن كثب سلامة موظفيها في السفارة البريطانية في طهران في ظل مخاوف متزايدة من تعرض البعثة لأي أعمال انتقامية على خلفية التصعيد العسكري الأخير في المنطقة. ويأتي ذلك فيما أغلقت كل من الولايات المتحدة وكندا سفارتيهما في طهران، ما أثار مخاوف من أن تتحول السفارة البريطانية إلى هدف محتمل للغضب الشعبي ضد الغرب، وفقاً لصحيفة “التلغراف” Telegraph.

وفي هذا السياق، كان من المقرر أن يجري وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي محادثات مع نظيره الإيراني مساء الجمعة، للتأكيد على ضرورة حماية مقر البعثة الدبلوماسية، مشددًا على أن بريطانيا لم تشارك في الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف إيران مؤخرًا، ولا تعتزم تقديم أي دعم عسكري في هذا الصدد مستقبلًا.

وكان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قد شدد، في تصريحات لوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، على أن بريطانيا لم تكن طرفًا في العملية العسكرية الإسرائيلية، معربًا عن قلقه البالغ إزاء التطورات الأخيرة. ودعا ستارمر جميع الأطراف إلى التهدئة والعودة إلى المسار الدبلوماسي، مؤكدًا أن الاستقرار في الشرق الأوسط يجب أن يظل أولوية قصوى.

وقال ستارمر في مقابلة مع وكالة "بلومبرغ" Bloomberg: "نحث جميع الأطراف على خفض التوترات والابتعاد عن التصعيد العسكري الذي لا يخدم مصالح أحد في المنطقة. لا بد من العودة إلى طاولة المفاوضات كحل وحيد للمضي قدمًا."

وفيما نفت الولايات المتحدة أيضًا أي تورط لها في الهجوم، وصفت الضربة الإسرائيلية بأنها عمل منفرد، أكدت مصادر بريطانية أن لا خطط حاليًا لتدخل عسكري، رغم مشاركة بريطانيا في وقت سابق من هذا العام في عمليات لإسقاط طائرات مسيّرة إيرانية استهدفت إسرائيل في شهري أبريل وأكتوبر 2024.

غير أن محللين حذروا من احتمال تصاعد الصراع. وقال ماثيو سافيل، مدير العلوم العسكرية في المعهد الملكي للشؤون الدولية (RUSI)، إن المملكة المتحدة تركز في الوقت الراهن على حماية قواتها ومواطنيها المنتشرين في الشرق الأوسط، مضيفًا أن أي توسع في دائرة الصراع قد يدفع لندن إلى التدخل العسكري في حال استهدفت منشآت غربية في المنطقة.

وأكد متحدث باسم داونينغ ستريت أن رئيس الوزراء أوضح خلال اتصالاته مع المسؤولين الإسرائيليين أن لبريطانيا مخاوف جدية بشأن البرنامج النووي الإيراني، لكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة ضبط النفس وتجنب مزيد من التصعيد العسكري.

وفي إطار موازٍ، لم تستبعد بريطانيا فرض المزيد من العقوبات على إسرائيل إذا لم يتحسن الوضع الإنساني في غزة. وأشار ستارمر إلى أن حكومته تدرس خطوات إضافية للضغط على تل أبيب، بينما جدد دعمه لخطط حلف شمال الأطلسي لرفع سقف الإنفاق الدفاعي إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي في المستقبل، دون تحديد جدول زمني ملزم لذلك.

على صعيد الجهود الدبلوماسية الدولية، أجرى ستارمر محادثات هاتفية مع كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرز، حيث اتفق القادة الثلاثة على ضرورة مواصلة الجهود السياسية لنزع فتيل الأزمة وتفادي الانزلاق إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط.

وأكد ماكرون خلال الاتصال إدانة باريس المتكررة للبرنامج النووي الإيراني، مع تأكيده على حق إسرائيل في الدفاع عن أمنها، داعيًا في الوقت ذاته جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس وتغليب لغة الحوار.

السابق احتجاجات في لندن تضامنًا مع فلسطين ورفضًا للعدوان على غزة
التالي بريطانيا تراقب الوضع عن كثب بعد ضربات إسرائيلية على إيران ومخاوف من تصعيد شامل