عرب لندن
اصطفت عائلات تحمل أطفالًا رُضّعًا وصغارًا في مقدمة طابور المهاجرين المتوجهين من جهة الرمال نحو الشاطئ الواسع في منطقة "غرافلين" قرب كاليه، يوم أمس، فيما تبعهم رجال شباب يسيرون في الخلف.
واتبعت هذه المجموعات تكتيكًا تمويهيًا مدروسًا، ما دفع نحو 40 شرطيًا مسلّحين برذاذ الفلفل والغاز المسيل للدموع إلى التزام الهدوء وعدم استخدام العنف على الفور، تفاديًا لإصابة الأطفال.
وطوّق الضباط المجموعة بحذر، واقتادوهم بنجاح إلى داخل جهة الرمال بعيدًا عن الشاطئ.
وانتهز عدد من الرجال الفرصة في اللحظة المناسبة، وانطلقوا فجأة عائدين إلى منطقة الرمال، قبل أن يفروا نحو الشاطئ مجددًا في محاولة للالتحاق بالقوارب.
وامتنع معظم المهاجرين الذين كانوا برفقة أطفال عن العودة إلى الشاطئ بعد ذلك.
وجاء هذا التطور الميداني بعد تعرض وزير بارز في حزب العمال، دارن جونز، لانتقادات حادّة إثر تصريحه في برنامج "كويسشن تايم" على هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بأن غالبية المهاجرين الذين شاهدهم يصلون عبر القوارب الصغيرة كانوا من النساء والأطفال.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع فوق شاطئ غرافلين في مشهد أشبه بلعبة "القط والفأر"، في محاولة لردع المهاجرين عن الاقتراب من البحر.
وفشلت هذه الإجراءات في منع زورق مطاطي قريب من الوصول إلى الشاطئ، إذ تمكّن من التقاط المهاجرين والانطلاق نحو السواحل البريطانية، وعلى متنه غالبية من الرجال.
وأظهرت البيانات الرسمية أن أكثر من 919 شخصًا عبروا القنال الإنجليزي في قوارب صغيرة يوم الجمعة، موزعين على 14 زورقًا، بمتوسط 66 شخصًا في كل قارب.
ورفعت هذه الأرقام العدد التقديري السنوي للمهاجرين عبر القنال إلى 16,183 شخصًا، أي بزيادة بنسبة 42% مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي، و79% مقارنةً بعام 2023.
وسُجّل الرقم الأعلى في يوم واحد هذا العام بتاريخ 31 مايو، حيث وصل عدد العابرين إلى 1,195 شخصًا.