عرب لندن
اتهم سكان ومسؤولون في بريطانيا مجلس هامرسميث وفولهام بـ"الإفراط في الحماسة" وبتصرفات أشبه بـ"شتازي"، جهاز الأمن الداخلي الشهير في ألمانيا الشرقية، بعدما فرض غرامة قدرها 1000 جنيه إسترليني على أحد السكان بسبب إخراجه صناديق القمامة قبل ساعات من الموعد المحدد.
وبحسب ما ذكر موقع "التلغراف" Telegraph، فإن كلايد ستراشان (37 عامًا)، المهندس في شركة تكنولوجيا، وضع ستة أكياس نفايات وحاوية طعام خارج منزله في منطقة غرب كنسينغتون ظهر اليوم السابق لموعد جمع القمامة، وذلك بسبب سفره لبضعة أيام. و عند عودته، فوجئ بإشعار غرامة ثابتة من المجلس المحلي يطالبه بدفع 1000 جنيه إسترليني، أو 500 جنيه في حال السداد المبكر، بدعوى أنه تخلص من القمامة في غير اليوم المخصص.
وقال ستراشان إنه وضع النفايات "بعيدًا عن الطريق حتى لا تُعيق أحدًا"، وأبدى استعداده لتلقي تحذير، لكنه وصف الغرامة بأنها "صادمة وغير عادلة"، مشيرًا إلى أن تصرفه كان بدافع المسؤولية وليس الإهمال.
وانتقد روبرت جينريك، وزير العدل في حكومة الظل، تصرف المجلس، مؤكدًا أن الغرامة "تعكس عقلية قمعية أشبه بأساليب المخابرات"، وقال: "من الواضح أن الرجل تصرف بحسن نية". كذلك اعتبر ويليام ياروود من "تحالف دافعي الضرائب" أن العقوبة "غير متناسبة مع حجم المخالفة".
وفي أعقاب اتصال صحيفة “التلغراف” بالمجلس، تم تجميد الغرامة ثم سحبها رسميًا في اليوم التالي. وقال المتحدث باسم المجلس إن القرار اتُخذ بعد مراجعة مبررات ستراشان، مؤكدًا أن الرجل "ارتكب خطأً لكنه ليس مُعتادًا على مخالفة القوانين".
المجلس الذي أسس فريق "العيون والآذان" في 2021 يضم 72 موظفًا للرقابة ويؤكد أن أولويته "سلامة السكان"، لكنه واجه انتقادات لتسجيله أكثر من 2200 غرامة في عام 2024 وحده. وعلّق أحد أعضاء المجلس المعارضين قائلًا: "كنا نأمل بفريق يحفظ النظام، لا وحدة لتحصيل الإيرادات".